البورصة تنهى تعاملات الأسبوع على ارتفاع

تغلبت على فزع مليونية استرداد الثورة..

أنهت مؤشرات البورصة تعاملات الأسبوع اليوم، الخميس، على ارتفاع جماعى، بعد موجة تراجع حاد تعرضت لها مؤشراتها خلال الجلسات الماضية، بسبب موجة فزع أصابت المستثمرين بسبب تدهور الأوضاع السياسية، والخلافات بين المجلس العسكرى والقوى السياسية التى أعلن على أثرها العديد من هذه القوى عن تنظيم مظاهرات ومليونية غدا، الجمعة، وهو ما تسبب فى عمليات بيع عشوائى.
وأغلق المؤشر الرئيسى للبورصة مرتفعاً بنسبة 0.98%، مغلقاً عند مستوى 4134 نقطة، كما ارتفع مؤشر "إيجى إكس 70" بنسبة 2.1%، وارتفع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 1.7%، وبلغ حجم التعاملات اليوم 295.7 مليون جنيه.
واستحوذ المستثمرون المصريون على 58.8% من إجمالى التعاملات وحققت صافى بيع بقيمة 4.7 مليون جنيه، فى حين استحوذ الأجانب على 32.99% وحققوا صافى شراء بقيمة 6.7 مليون جنيه، ومثل العرب نحو 8.3% وحققوا صافى بيع بقيمة 1.9 مليون جنيه.
أكد وائل النحاس – محلل مالى – أن البورصة تتعرض منذ شهور لأكبر عمليات خروج أموال عن طريق المستثمرين الأجانب والعرب، وهو ما يهدد بانهيار البورصة وضياع أموال المستثمرين فيها، بسبب ما سماه الأسلوب التدميرى للبورصة الذى يتبعه الأجانب والعرب منذ شهور.
وقال النحاس، إنه لابد من فتح ملفات تعاملات الأجانب والعرب خلال الفترة الماضية، خصوصاً الذين جاءوا للاستثمار فى البورصة بعد الحملات الترويجية التى قام بها الرئيس السابق للبورصة الدكتور محمد عبد السلام، مشيراً إلى أنه هو المسئول عن هذا الملف، لأنه سمح بدخول هؤلاء الأجانب سواء كانوا عربا أو غير عرب بدون معرفة كاملة عن هوياتهم وأهدافهم الحقيقة للاستثمار فى السوق – حسب النحاس.
وأضاف النحاس، أن إجمالى مبيعات الأجانب منذ شهر مارس الماضى وصلت إلى 4 مليارات جنيه، فى حين بلغت مشتريات العرب نحو 2 مليار جنيه ومبيعاتهم 2 مليار جنيه أيضا، أى أن الأموال العربية التى دخلت السوق المصرى عقب الثورة خرجت مرة أخرى، وهو يعتقد النحاس أنه مخطط لتدمير السوق المصرى وليس مساعدته، مشيراً إلى أن أغلب الأموال التى دخلت السوق كانت أموالا ساخنة تدخل وقت التراجع وتخرج وقت الارتفاع لتحقيق مكسب سريع، أضر بالسوق ولم تكن أموال بهدف الاستثمار الحقيقى فى الشركات.
وقال عونى عبد العزيز، رئيس شعبة الأوراق المالية، إن اضطرابات السياسية والتهديدات بمليونيات والإعلان عن تنظيم مظاهرات سياسية وفئوية عديدة أثارت المخاوف وخلقت موجة هلع لدى المستثمرين بالأمس دفعت البورصة لتخسر 10 مليارات جنيه، إلا أن هذا التراجع الحاد خلق فرصا أخرى للشراء وكان سببا فى ارتفاعات اليوم، الخميس، بعدما وصلت أسعار الأسهم لمستويات جاذبة للشراء.
كما أن مخاوف شركات الوساطة من تأثير هذه المظاهرات والاضطرابات السىء دفعها إلى القيام بعمليات بيع عشوائية بالأمس، وتسببت فى التراجع الحاد للمؤشرات، لكن بعد تطمينات الدكتور أشرف الشرقاوى، رئيس هيئة الرقابة المالية، بشأن عدم التشدد من قبل الرقابة تجاه هذه الشركات، خصوصا ما يخص مشكلة الكريديت.
ودعا عبد العزيز شركات السمسرة إلى عدم التسرع بتصفية حسابات الكريديت لديها خوفا من الإنذارات التى وجهتها الهيئة العامة للرقابة المالية يوم 9 سبتمبر الجارى خلال شهر من الإنذار، حتى لا يتسببوا فى انهيار السوق بشكل كبير، خصوصا أن هذه المهلة انتهت ولم تقم الرقابة المالية بالتسرع فى معاقبة الشركات خوفاً على تأثير ذلك على أداء السوق.
وأضاف عبد العزيز، أن الدكتور أشرف الشرقاوى تعهد له بعدم إغلاق أو إيذاء أى شركة سمسرة بسبب تعاملها بنظام الكريديت، مشيراً إلى أنه ستكون هناك فرصة لهذه الشركات لتسوية وتصحيح أوضاعها قبل اتخاذ أى إجراء قانونى، ولفت عبد العزيز إلى أن الوقت لا يحتمل مزيدا من التوتر الذى سيضاعف الخسائر فى السوق.
ولفت عبد العزيز إلى أن انهيار السوق سيتضرر منه كل العاملين فى السوق، وليس الشركات فقط، أو الجهات الرقابية فقط أو المستثمرين فقط، مشيراً إلى أن هناك العديد من المشكلات التى تواجهها الشركات وتزيد من خسائرها، وهو ما يضطرها إلى تسريح عدد من العاملين فيها، وهو ما يزيد من المشاكل فى السوق.
من جانب آخر، أعلنت إدارة البورصة عن إطلاق مؤشر سعرى جديد باسم "مؤشر البورصة المصرية20 محدد الأوزان" (" EGX20 Capped ") والذى يضم أنشط 20 شركة من حيث السيولة والنشاط، ويحدد رأس المال السوقى المرجح بنسبة الأسهم حرة التداول وزن كل شركة داخل المؤشر.
ويتميز هذا المؤشر بأنه محدد الأوزان، حيث تضع قواعده حداً أقصى لوزن كل شركة داخل المؤشر مقداره 10% عند المراجعة ربع السنوية للأوزان، بحيث يحد من سيطرة عدد محدود من الشركات على حركة المؤشر فى مجمله.