فى زحام حياتنا اليومية أصبح من يتسم بالحق, أو الأمانة, أو الصراحة, أو غير ذلك من تلك الصفات السامية "عملة نادرة". فهو كالتائه فى عالم خرافى رسمه لنفسه وعاش داخله وحيداً فى كثير من الأوقات. وليس ذلك فقط, فقد ينظر له غالباً بأنه سجن نفسه فى عالم خرافى ملىء بالشعارات الواهية التى أصبحت لن تتماشى مع عصرنا هذا, لقد اصبحت نفوسنا تلومنا كثيراً على اتسامنا بهذه الصفات السامية, والسبب فى ذلك أن ما يجرى حولنا من أحداث متلاحقة ومشوشة إلى حد ما يجبر بعضنا فى كثير من الأحيان إلى تحليل سمو ورقى هذه الصفات وتشويهها بمسميات تتماشى مع واقعنا الضبابى الحالى. وخير مثال على ذلك من يكذب ويسمى كذبته بالكذبه البيضاء, ومن ينافق ويسمى نفاقه مسايرة للموجة, ومن يرتشى ويبرر ارتشاءه بصعوبة المعيشة. ولكن فى رأيى وأظن ان هذا الرأى يتفق معى فيه كثيرون أن مستقبلنا المنتظر المرجو نرسمه بريشة صفاتنا السامية ونلونه بالتزامنا واقتناعنا بها.. فعند اكتمال هذه اللوحة البراقة حينها فقط سترتقى أنفسنا وتسمو بنا, وحينها جدياً نصبح على يقين بأننا قادرون على الارتقاء ببلادنا العربية عالياً.. فبلادنا العربية خلال هذه الفترة لا تحتاج منا سوى نفوس راقية لتسمو بها وتزدهر.. فبالتأكيد يجب علينا كما قمنا بثوراتنا العربية الرنانة محددة الهدف, فلكى نحصد ثمارها لابد أن نقوم بثورات مماثلة على أنفسنا لتسمو بنا إلى منابر عليا تسمو من خلالها بلادنا العربية. كلى أمل ورجاء أن نلتزم بصفاتنا السامية تلك ولا نجعل ضبابية واقعنا خلال هذه الفتره الحرجة يسيطر علينا.. وأتمنى أن نتحول جميعنا إلى عملات.............. نادرة.