في عصر كانت تندر فيه البطاقات الشخصية كان بعض المصريين يكتبون أسماءهم على أذرعهم، وهو واحد منهم، عاش منذ عصر الملك، وحتى الآن، كما أنه لا يزال قادرا على تذكر الكثير من الأشياء التي وقعت قبل عشرات السنوات، محتفظا بتفاصيل كثيرة من عصور مضت مثل العملات الورقية والملابس وغيرها. داخل إحدي البيوت البسيطة بقرية الزيدية بأوسيم في محافظة الجيزة، يعيش الحاج محمد عبد الوهاب، والذي كان يعمل مزارعا ويعشق الزراعة، والذي تجاوز عمره ال98 عاما ولايزال يتمتع بذاكرة قوية ولا يعاني من أي مرض عضوي غير أن السمع صار ضعيفا. تزوج الحاج محمد عبد الهادى 5 مرات وأنجب 6 أبناء كانت أكبرهم ابنته التي توفت في سن ال75 عاما ويعيش أبناءه كلهم داخل منزل واحد، ومنهم من توفاه الله، فلم يعد حيا منهم غير ابنه الذي تخطى ال63 عاما وابنه الصغير الذي تعدى 42 عاما ويعيش بصحبة زوجته التي تبلغ من العمر ال85 عاما وأحفادهما. داخل غرفة الحاج محمد عبد الهادى تجده يجلس علي سريره وبجواره الحجر الطيني الذي يحتفظ به داخل شنطة كلما أراد الصلاة عقد النية وأتى به ليتيمم ويقوم بالصلاة والتسبيح علي صوابع يده كما لم يفارقه الراديو الذي لا يتوقف عن بث إذاعة القرآن الكريم. كما يحتفظ الحاج محمد عبد الهادى بعملات ورقيه قديمة داخل محفظته الخاصة، تعود للفترة التي عاصرها أيام الملكية ويحتفظ أيضا بأورق شخصية ومبالغ مالية داخل محفظة يضعها داخل الصديري الخاص به. ويقول نجله الحاج أحمد 63 عاما: أعتبر والدي الآن ابني أخاف عليه ومسئول عنه في كافة طلباته وأساعده في دخوله الحمام خصوصا أن والدي حنون ويسأل عن أحوالنا دائما ويحزن في حاله تعب أحدنا. وأكد نجله أن أبيه يوصيهم على أمهم "لو في ايده حاجه ساقعة بيشرب نص ويسبلها النص التانى" وأن طعامه يقتصر علي وجبة الإفطار والعشاء فقط ويرضى بأي طعام ويعيش حياته قنوعا بما يأتيه به الله. اكبر معمر في الجيزة (1)