تناولت صحيفة الأخبار اللبنانية احتضان الأزهر الشريف للقوى السياسية المصرية لتوحيدها ولتجنب الفرقة والتعصب تحت عباءة الدولة المدنية، وذلك حيث التقى اليسار واليمين والأخوان المسلمين من أجل مصر وفى ظلال د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وأشارت الصحيفة - فى عددها الصادر اليوم الجمعة - إلى أن الأزهر كأنه انتظر التحرر من ثقل نظام حسنى مبارك ليعود إلى الحياة السياسية المصرية من موقع وطنى شامل. وقالت "ضرب شيخ الأزهر ضربته وتمكن من جمع معظم أطياف الحياة السياسية فى البلاد من ليبراليين إلى يساريين، فإخوان مسلمين ومرشحين رئاسيين مستقلين حول وثيقة تؤيد مدنية الدولة، لكن من دون أن تسميها". وأضافت أن الاعتراض لا يزال موجودا من بعض الإسلاميين على الدور الجديد للأزهر، لكن الأكيد أن الخطوة التى ترجمتها الوثيقة تمكنت من فعل ما عجز الكثيرون عن فعله، بدليل أن حكومة عصام شرف بدت كأنها أصيبت بالعدوى إلى حد إعرابها عن نيتها تحضير وثيقة تجمع عددا من المبادئ المتفق عليها لتحديد الخيوط العريضة للدستور. وأكدت الصحيفة أن مؤسسة الأزهر (قبلة الإسلام الوسطى) فى طريقها إلى استرداد دورها التاريخى، مشيرة إلى أن التناحر الذى كان عنوان النقاش فى الفترة الماضية بين معظم التيارات بسبب كثرة الوثائق الدستورية بات فى طريقه إلى الاختفاء. وتابعت قائلة "إن قيمة الأزهر ظهرت فى حالة (لم الشمل) التى لم تألفها مصر منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك.. فللمرة الأولى يجتمع محمد البرادعى مع عمرو موسى وسليم العوا وأيمن نور، وللمرة الأولى أيضا يجلس (الإخوان المسلمون) ويتفقون بل يرحبون بما أعلنه عدد من المثقفين واليساريين. وأشارت إلى وجود أكثر من تيار يرفض هذه الوثيقة ويقود حملة ضدها، ومنهم (ائتلاف النهوض بالأزهر)، ووقفة احتجاجية ضد الوثيقة التى وصفوها بأنها تؤسس لدولة علمانية أحادية لا تمت إلى الإسلام والعروبة بصلة ولا تمثل إلا الذين ناقشوها ووافقوا عليها فقط". كما ذهب معارضو الوثيقة إلى اعتبار أنها تدعو إلى محو الهوية الإسلامية والعربية، وتؤكد ممارسة ديكتاتورية الأقلية على الأكثرية وتساوى الديانة الإسلامية بغيرها من الديانات، وتبيح إعلان الطقوس المخالفة للشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى عدم المناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية.