للرجولة عنوان

للرجولة معان كثيرة فى نظر كثير من الناس، لكن مهما اختلفت آراؤهم فلا ترى فى تعريفها تناقضا، فعندما تحدث الفضيل بن عياض عن الرجولة قال، "هى الصفح عن عثرات الإخوان"، وعندما تحدث عنها الإمام أحمد قال، "ترك ما تهوى لما تخشى"، وعندما تحدث عنها شيخ الإسلام ابن تيمية قال، "فضيلة تأتيها ولا ترى نفسك فيها"، وقال عنها ابن القيم، "أن لا تهرب إذا أقبل طالب المعروف"، وقال فى حديث آخر، "هى إظهار النعمة وإخفاء المحنة"، وقال الإمام بن حزم الأندلسى، "هى مداواة النفوس".
وقد نرى اليوم بعض الشباب يخطئ فهم الرجولة، فبعضهم يظن الرجولة بالقوة الجسمانية والبعض الآخر يرى أن الرجل يجب أن يكون قاسياً غليظاً عالى الصوت، والشرر يتطاير من عينه حتى يصبح رجلا، وقد نرى بعض من لا يأخذ من صفة الرجال إلا كلمة كتبت له فى هويته فتراه يخطئ فهم الرجولة ويضرب زوجتة وأبناءه ولا ترد له كلمة، فكلامه كأنه وحى أنزل علما بأن الله سبحانه وتعالى قال فى كتابة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، وإذا نظرنا إلى حياته، صلى الله عليه وسلم، سنجد نموذجاً كاملاً متكاملاً للرجولة، فقد كان فى حيائه كالبكر حنونا على أهل بيته يشرب من مكان فم عائشة ويغتسل معها ويسابقها ويلاعبها ويأخذ برأى زوجاته، وكان كريما مع الجميع يسامح ويعفوا عمن أساء إليه يحلب الشياه بيديه الكريمة ويخسف نعله ويرقع ثوبه حاسما فى أموره فارسا فى غزواته حكيما فى قومة رحيما بأهله.
فاذا تطرقنا إلى المفهوم الصحيح للرجولة، كما كان يعمل بيها نبى الإسلا سنرى أن..
الرجولة
كلمة شرف وموقف عز !
الرجولة
هى البذل والعطاء والتضحية والفداء!
الرجولة
هى أن تحسن إلى من أحسن
إليك ولا تسىء إلى من أساء اليك !
الرجولة
هى أن تحترم الآخرين وتحترم
وجهات نظرهم ولا تستصغر
شأنهم ولا تسفه آراءهم !
الرجولة
هى أن تقول الحق وتجهر به
ولا تأخذك فيه لومة لائم !
الرجولة
هى الشهامة والمروءة فى أحلى معانيها !
الرجولة
هى أن تعطى كل ذى حق حقه !
الرجولة
هى الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة!
الرجولة
هى تحب لغيرك ما تحب لنفسك !
الرجولة
هى إنصاف المظلوم من الظالم !
الرجولة
هى أن تمد يد العون للمحتاج فى كل
الظروف !
الرجولة
هى تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد !
الرجولة
هى أن تغفر وتعفو عند المقدرة
وأن تمسك نفسك عند الغضب!
الرجولة
هى أن تمسح بيد حانية دمعة
ألم عن وجه بائس !
الرجولة
هى أن تنام قرير العين مرتاح
الضمير غير ظالم !
فإنى أتعجب كل العجب عندما أرى رجلا يبكى على مال قد فقدة ولا يبكى على رجولة قد فقدها وأتعجب ممن بإمكانه أن يتغزل بالكلام فى حضرة امرأة ولا يجيد الكلام بين الرجال، وأستحقر هذا الرجل الذى يرفع يده على امرأة ولا يرفعها يوما بالدعاء لله، وعندما تسألهم من أنتم تراهم يردون مسرعين نحن رجال.
هم ليسوا رجالا فالرجولة لها عنوان وليس كل من يحمل هوية يكتب بها ذكر كان رجلا، ربما ترى الهيئة توحى اليك بأنه رجل لكن فى الحقيقة هم أشباه الرجال.