الجلاد: نظام مبارك قدم للشعب لحوماً مسرطنة

كشف الكاتب الصحفى مجدى الجلاد فى حلقة الخميس من برنامج "لازم نفهم" عن منظومة فساد اللحوم فى مصر، حيث بدأ الحلقة بعرض تحقيق تليفزيونى عن منظومة تجارة وذبح اللحوم وما تتعرض له من تلوث فى جميع مراحل بيع ونقل وذبح اللحوم، حتى تصل إلى يد المستهلك المصرى.
عقب عرض التحقيق، قال مجدى الجلاد، إنه عندما توجه فريق الإعداد بالبرنامج إلى وزير الزراعة أيمن أبو الحديد بهذه الحقائق، قال لهم إن هذه المسائل الفرعية ليست من اهتماماته، وأن مسئوليته تتعلق فقط بالعموميات، وقال الجلاد، إننا بدأنا نشعر أن المسئول الحكومى يتحدث كأنه فى بلد والمواطن فى بلد آخر، وأشار الجلاد إلى دراسة تؤكد أن 90% من المجازر غير صالحة للاستخدام.
واستضاف مجدى الجلاد حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء "تحت التأسيس" والذى أكد فى البداية أنه لا توجد فى التشريعات أى مواد تخص سلامة الغذاء، وشوادر بيع اللحوم لا توفر أى سلامة فى نقل اللحوم وتخزينها، وإصابة اللحوم بالميكروبات أصبحت حقيقة لا نقاش فيها بسبب عرضها فى الهواء بدون وسائل حفظ وذبحها فى مجازر غير معقمة ونظيفة.
وأوضح منصور، أن مشروع إنشاء جهاز لسلامة الغذاء هو مشروع تم تعليبه منذ عدة سنوات ومنظمة الفساد السابقة تعمدت الحيلولة دون خروجه للنور لكى لا يكون هناك مراقب يراجع تجارتهم فى الأغذية، وظل مشروع إنشاء هيئة لسلامة الغذاء متوقف رغم احتياج الصناعة له.
وفى مداخلة تليفونية، أكد أحمد عباس رئيس الإدارة المركزية للرقابة على اللحوم بوزارة التضامن أن هناك إدارة لمراقبة ذبح اللحوم، مشيراً إلى أن تعدد الجهات الرقابية شىء جيد لسلامة الرقابة، وعندما تكون اللحوم غير مطابقة نعمل محضر بذلك.
وأكد عباس، أن السيارات التى تنقل اللحوم غير صحية ومادة الزنك الموجود فى الصاج تتفاعل مع هيموجلوبين الدم الحيوانى ويسبب أمراض سرطانية، وأكد أن هناك الكثير من القوانين التى تكافح فساد اللحوم إلا أن التجار يخالفونها ولا يوجد جهة تعاقبهم.
وأضاف حسين منصور: قابلت عديد من المسئولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد نظيف الذى رفض مشروع إنشاء الجهاز بشدة، أما مجلس الشعب فقال إن الحكومة يجب أن تنظر الموضوع أولاً، وأشار إلى أن من يذبح الحيوان هو التاجر صاحب الحيوان نفسه والسكين لا يتم تطهيره ولا يوجد صرف للدماء والمخلفات ولا يوجد ماء ساخن للتطهير، وقال أيضا إذا طورنا المجازر ترتفع صناعة الجلود 150 مليون جنيه.
وأكد حسين منصور، أن تلوث اللحوم يبدأ من التربية من قبل ذبحه فى المجزر من خلال شربه لمياه ملوثه ، من الترعة وبها كيماويات ولا يوجد رقابة على سلامة العلف الذى يأكله الحيوان اللحوم التى تتغذى من الزبالة، وغليان اللحوم لا يقتل السموم وإنما من الممكن تقليلها، أما حال الألبان فهو أسوأ من اللحوم.
وقال أحد مستوردى اللحوم، إن المجزر بالخارج تكون معقمة مثل غرف العمليات والعاملين يتم تعقيمهم وممنوع دخول أى شخص وسيارات معقمة لنقل الحيوان، مؤكداً أن اللحوم تفسد لدى التاجر.
وفى النهاية، قال حسين منصور، إن منظومة سلامة الغذاء غائبة فى مصر، وهناك اتفاقية عالمية أن تنقل اللحوم فى سيارات معقمة، أما أستراليا فقد قررت منع تصدير اللحوم لمصر، لأنها لا تحسن معاملة الحيوان، وأضاف أن اللجان المعمول بها لمراجعة اللحوم المستوردة لا قيمة لها، وإلا فلماذا يعاد فحصها مرة أخرى بعد مجيئها لمصر، مقترحاً إلغاء هذه اللجان وفرض رسوم 70 جنيهاً على كل طن لرفع أجور هيئة الرقابة البيطرية.