واقف فى أمان الله فى طابور العيش لقيت اللى نغزنى ف ضهرى من ورا ببص لقيته حمار. سألته وأنا مستغرب من المنظر "إنت إيه اللى جابك هنا". قاللى "جاى أدور على لقمة العيش. أعمل إيه إذا كان العربجى بتاعى بطل يأكلنى عيش. هوه صحيح مبقاش زى عيش زمان واتسخط وبقى محصرم. بس أعمل إيه أكل العيش مر. إلا صحيح "عيشكو بقى عامل كده ليه" رديت عليه وأنا خجلان منه وقلتله "هنعمل إيه بس الدنيا تلاهى والناس بقت عاملة زى اللى مربوطة ف ساقية. ومحدش بقى عارف إيه المفروض وإيه اللى مش المفروض يكون ومحدش بقى شايف قدامه. آهو اللى بيتحطلنا بنكله". قاللى "يا خبر. إيه الجملة دى. ده أنا سمعتها زمان من جدى. أكبر حمار فى البلد إنتو وصل بيكو الحال لكده اللى يتحطلكو تكلوه. إزاى ده أمال ربنا كرمكو عننا بإيه؟" قلتله "بس... قلبت عليه المواجع. أمال لو عرفت انهم هيشيلو الدعم تقول إيه؟!" قاللى وهوه متعجب جدا "دعم.. انهو دعم" قلتله "الدعم اللى ف كل حاجة واللى فى رغيف العيش". الحمار ديله وقف وشعره ابيض أكتر ما هو أبيض وقاللى "هوه الرغيف المسخوط المحصرم ده إللى مفيش حمار مننا يرضى يكله حاف ده مدعوم؟" قلتله "آه أمال انت مفكر إيه. وسمعت أنهم قريب هيشيلو الدعم منه". قاللى "يا نهار . طب انتو هتعملو إيه. أمال أنا والحمير ممكن نستغنى عن لقمة العيش بالبرسيم اللى بنكله. لكن انتو هتعملو إيه بس؟" قلتله "ربنا معانا إحنا الاتنين. لأنى سمعت أن البرسيم هوه كمان مدعوم". فوقع الحمار مغشيا عليه. فأخرجناه من الطابور وضاع دوره فى لقمة العيش.