فى حياتنا أشياء تحدث ولانفهم معناها ولكن الشيء الغريب فينا كبشر هو عندما يتمنى الإنسان شيئا ما، أو يقع الإنسان فى كرب فيتمنى من الله أن يكشف عنه ضره ويصبح يدعو الله قائما اوقاعدا وصدق الله العظيم عندما قال (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَاعَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ولكن أين هو بعد كشف الضر عنه؟ ولكن الغريب لماذا لانحمد الله ونشكره بمقدار الحالحنا ودعائنا إلى الله والأغرب انه عندما أيضاً نفرح فالبعض فى طريقة التعبير عن الفرحة يغضب الله فمثلا نجد الشخص يتمنى أن ينجح فى دراسته وعندما ينجح فبدلا من أن يتوجه إلى الله ويحمده على استجابة دعائه يذهب هو أصدقائه من أجل تمضية الوقت فى نزهة وينسى صلاته والفتاة التى كانت تحلم بيوم يرزقها الله بزوج صالح يصبح شغلها الشاغل الفرح والأغانى والفستان وبخلاف هتسيب شعرها فى فرحها أم لا والإنسان الذى كان يحلم بان يفتح الله له باب رزق فبدلا من أن يحمده على المال يستخدمه أيضاً فى معصية الله. سؤال أود أن أطرحه ولا أقول الكل يفعل ذلك بل أقول الكثير منا يفعل ذلك لماذا عندما نفرح نغضب ربنا؟ على الرغم أن شكرنا لله فانه راجع لنا وقال الله تعالى (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِى حَمِيدٌ) ولا أقول ذلك من أجل عندما يسعد الإنسان يجلس بمفرده أو لا يفرح مع أصدقائه، ولكن أقول لنفسى ولكم نريد نفرح أولاً مع الله ونحمده ونذهب إليه ساجدين شكرا لله وبعد ذلك نفرح مع الناس ولكن بدون معصية الله فنجعل فرحتنا نعمة علينا ولا نحولها إلى نقمة. وهناك أيضا بعض الآيات التى جعلتنى أقف عندها لأن البعض منا يفعل ذلك دون أن يشعر وذلك قول الله سبحانه وتعالى {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِى مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) ونعوذ بالله لانشرك به ولا نجعل له أندادا، فيا أخى ويا أختى فى الله هيا بنا نفرح مع الله لان نعمة السجود لله شكرا لا يضاهى أى شعور ونفعل كما كان يفعل حبيبنا المصطفى وذلك فى حديث أبى بكرة رضى الله عنه: (أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره وبشر به خر ساجدا شكرا لله تعالى "ولا نكون جاحدين بنعم الله علينا نريد أن نحمده كما كنا ندعيه بل أكثر مما كنا ندعوه وإذا أصابنا سيئة فلا نكون من القانطين بل من الحامدين.