يبدو أن المرأة الإسبانية تحب من يضربها، وترفض فى كثير من الأحيان الإبلاغ عن الاعتداء الذى تتعرض له من قبل زوجها أو صديقها، أو حتى السماح لأحد بالتدخل لحمايتها من الضرب رغم القوانين الصارمة التى تطبق فى إسبانيا على من يعتدى على زوجته أو صديقته بالضرب. وتتحدث الآن إسبانيا عن أستاذ جامعى يدعى جيزو نيرا، يرقد بين الحياة والموت إثر إصابته بنزيف حاد، بعد أن تدخل لمنع رجل من ضرب صديقته الشابة فى أحد شوارع ضاحية ماجادا هوندا، التى تبعد حوالى 10 كيلومترات عن العاصمة الإسبانية مدريد. وكان الصديق قد عاقب تطفل الأستاذ الجامعى بمجموعة من اللكمات أفقدته الوعى، لينقل للعناية المركزة بمستشفى ماجادا هوندا. وكشفت مجلة "لوبوان" الفرنسية، أن هذه السيدة الشابة ألقت باللائمة على البروفسير نيرا البالغ من العمر 53 عاما، مؤكدة أنها لم تطلب منه التدخل لحمايتها، رغم أن صديقها كان يضربها ضربا مبرحا جعلها تصرخ بقوة من شدة الألم وفقا لشهود العيان. ورغم أن البروفسير نيرا تحول إلى بطل شعبى فى إسبانيا، إلا أن السيدة الشابة أكدت أنها ستشهد لصالح صديقها عندما تتم محاكمته أمام القضاء بتهمة ضربها والاعتداء على الشخص الذى تدخل لحمايتها. وقد اعترف الاتحاد الإسبانى لحماية حقوق المرأة المطلقة والمنفصلة، أن موقف هذه السيدة الشابة يتطابق مع موقف أغلبية السيدات اللاتى تتعرضن للضرب على أيدى أزواجهن، أو أصدقائهن فى إسبانيا. وأضاف الاتحاد أن ما يقرب من أكثر من 70% من نحو 5،2 مليون امرأة إسبانية تتعرضن للضرب كل عام، وترفضن الإبلاغ عن أزواجهن أو أصدقائهن أو حتى الاعتراف بتعرضهن للضرب عندما تبلغ أطراف أخرى عما يتعرضن له من أذى. ويذكر أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2008، شهدت مقتل 43 إسبانية إثر تعرضهن للضرب المبرح على أيدى أزواجهن أو أصدقائهن، مقابل 54 وفاة فى عام 2006 و57 وفاة فى عام 2007.