رفعت الشرطة الإسرائيلية مستوى التأهب اليوم، الجمعة، بعد يومين من المواجهات فى مدينة عكا فى شمال إسرائيل، بين شبان عرب ويهود، تزامنت مع احتفال إسرائيل بيوم الغفران. وصرح المتحدث باسم الشرطة ميكى روزنفيلد فى اليوم ذاته، "لقد زودنا عدد قواتنا فى المدينة. كما رفعنا مستوى التأهب فى أنحاء البلاد، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث فى عكا أو أى مكان آخر". مضيفاً أن المتظاهرين العرب تسببوا فى أضرار لنحو 100 سيارة و40 متجراً. وأصيب اثنان من المحتجين وضابط شرطة بجروح طفيفة، فيما اعتقل 12 شخصا من عرب ويهود، منذ اندلاع المواجهات ليل الأربعاء والخميس الماضيين، حسب المتحدث. وكان عضو مجلس بلدية عكا أحمد عودة أكد أمس، الخميس، أن المواجهات أوقعت 15 جريحاً من العرب. وأوضح أن المواجهات اندلعت ليلة الأربعاء، عندما دخل سائق سيارة عربى إلى حى شرقى المدينة يعيش فيه يهود وعرب، وقد أطلق مذياع سيارته بعد بدء الاحتفال بعيد الغفران الذى تتوقف خلاله الحركة كلياً فى إسرائيل. ولا يحق لليهود بمناسبة يوم الغفران التنقل بالسيارات، وهذا المنع الدينى يحترم بشكل كبير فى إسرائيل أكثر من احترام عطلة السبت اليهودية. وهاجم شبان يهود السائق الذى اتهموه بإثارة الضجيج عن قصد. وقال المتحدث باسم الشرطة، إنه سرت "شائعات، وخصوصاً عبر مكبرات الصوت فى المساجد، بأن السائق قتل، مما دفع المئات من السكان العرب إلى التجمع". وتجددت الاشتباكات أمس، الخميس، عندما تراشق مثيرو الشغب من الجانبين بالحجارة، مما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، حسب الإعلام. وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" اليومية المحافظة التى تصدر بالإنجليزية، أن المحتجين العرب هتفوا "الموت لليهود"، فيما قالت صحيفة هاآرتس الليبرالية أن اليهود هتفوا "الموت للعرب". ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلى المستقيل إيهود أولمرت أمس، الخميس، إلى الهدوء قائلا فى بيان، إن "التعايش السلمى بين اليهود والعرب أساسى، علينا أن نفعل كل شىء لكى تعيش المجموعتان جنباً إلى جنب ولتهدئة الخواطر". أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليمينى المتطرف افيجدور ليبرمان، فدعا إلى قمع العرب الإسرائيليين الذين قال إنهم يقومون "بانتفاضة جديدة فى قلب إسرائيل"، واتهمهم بارتكاب "مجازر" ضد اليهود. وقال النائب العربى محمد بركة، إن اللوم يقع على "العصابات اليهودية الفاشية" التى تعمل ضد سكان المدينة مع العرب "بالتواطؤ مع الشركة". وذكرت صحيفة هاآرتس أن، سيارات الإسعاف تعرضت للرشق بالحجارة عدة مرات احتجاجاً على عملها فى يوم العطلة، فيما ذكر مسن مريض يبلغ من العمر 76 عاماً للصحيفة، أن نحو 50 طالباً دينيا يهوديا ألقوا بالحجارة على عربة الإسعاف التى كانت تنقله إلى مستشفى فى حيفا.