ناقشت ندوة حزب التجمع أمس الأول الأربعاء، رواية "أحمر خفيف" للروائى وحيد الطويلة الصادرة عن "الدار" للنشر. شارك فى مناقشة الرواية كل من، الدكتور عبد المنعم تليمة، والدكتور عبد العزيز موافى، والدكتور يسرى عبد الله، بحضور العديد من المثقفين والمبدعين، منهم الشعراء محمد عفيفى مطر، وعبد المنعم رمضان، ومحمد فريد أبو سعدة، والكتاب مكاوى سعيد، وسعيد الكفراوى، والدكتور حسين محمود، ومحمد السيد إسماعيل، وغيرهم. الدكتور عبد المنعم تليمة بدأ كلامه بالإشادة بالرواية العربية، فقال إن الرواية اللاتينية والأفريقية والعربية بدأت ترتفع إلى مصاف الروايات العالمية بديلاً عن الرواية الأوروبية والأمريكية، مؤكداً أن رواية "أحمر خفيف" إحدى هذه الروايات. وقال تليمة إن "أحمر خفيف" ليست رواية عادية، لكنها ملحمة نضال من أجل هزيمة القهر فى كل زمان ومكان، سواء فى هزيمة الاستبداد الخارجى أو الداخلى، "فمحروس بطل الرواية لا يموت، رغم أنه منذ البداية ممدد على السرير والنعش خارج المستشفى والملائكة تنتظر، فيما تنتهى الرواية بانتهاء النعش وتفرق الملائكة ولكنه لا يموت، لأن شعاره الأساسى قتل القهر والخوف". والجنس لدى وحيد طويلة كما يقول تليمة - موجه ضد سلطة القهر المتحكمة، وهو جنس خاص غير المألوف والعادى الذى يتكلم عن العلاقات والغرام، وهو جنس لا يكتبه إلا رجل، وأضاف أن الطويلة استخدم تقنيات متنوعة داخل الرواية، مما أدى إلى ثرائها، فاستخدم تقنيات الخبر والحدوتة والمثل والموال والقصص والسير الشعبية، والنص المقدس والنص الأسطورى، وهو فى كل هذا لا يحاكى ولا يقلد. واختتم تليمة كلامه قائلاً، إن الرواية دلالة على عصر تآزر الفنون والصورة، "فنجد فيها الموسيقى والتصوير الروائى، والشعر، كما أن الفصول الثمانية عشر التى تتكون منها الرواية، يعتبر بعضها قصصا قصيرة، كل هذا باستخدام لغة دقيقة واعية وسيطرة على الصنعة من الكاتب. الدكتور يسرى عبد الله أشار فى مداخلته، إلى أن الكاتب جعل من محروس الشخصية المركزية داخل روايته، وأضفى عليه العديد من الصفات الكريمة، فهو واسطة العقد فى العائلة، وحامى البلدة وكبيرها، وكلها سمات تحيل إلى فكرة المرجع التى تمثلها الشخصية هنا، ومن على سريره فى المستشفى نرى هذا العالم بتغيراته وتحولاته، كما استخدم الكاتب التوظيف للموروث الشعبى ممثلاً فى الأغنية الشعبية وفن الموال والمراثى. وقال إنه على الرغم من طول الرواية حيث تبلغ أكثر من 250 صفحة، إلا أن الكاتب يستخدم خاصية الحذف فى كثير من الأماكن، ورغم ذلك لا نشعر بهذا الطول، لأنه نجح فى تقديم رؤية مختلفة باستخدام تقنيات عديدة، فقد استخدم أفعال الحركة بشكل كبير، بما يسهم فى صنع إيقاع لاهث غير ممل، وكذلك استخدامه لتكنيك التقطيع السينمائى. كما أشار إلى قدرة الروائى على ابتكاره طريقة مختلفة فى كتابة الرواية، مقارنة بالطرق التقليدية السائدة، حيث يبدأ معظم فصوله من جملة مركزية تكتب بخط مختلف عن باقى الرواية، ثم يتم البناء عليها، وهى تمثل فحوى الفصل السردى، ويتم من خلالها اختزال أحداث ومشاهد عديدة. الشاعر محمد فريد أبو سعدة، قال إن جمال هذه الرواية فى هذا التركيز والحس باستخدام المخيلة الشعبية والتراث الشفاهى الغنى، مروراً بالشخصيات التى هى من لحم ودم، "فالراوى هنا خالق الشخصيات، مؤكداً أنه على الرغم من أنها الرواية الثانية للكاتب، إلا أنها تعكس خبرة كتابية لأكثر من 10 روايات". وأضاف أبو سعدة أن موقع الرواية يقدم جهداً إضافياً كبيراً جميلاً لما يقترحه كتاب كبار، وغناها الفنى يحتاج إلى قراءة متبصرة وواعية وليست قراءة عابرة. الكاتب سعيد الكفراوى من جهته، قال إن "الطويلة" استطاع خلال روايته "أحمر خفيف"، جمع وتقديم رؤية إبداعية أصابتنا بالدهشة من خلال هذا الرجل الراقد فى الغيبوبة، وكل ما حوله ينشد فى محاولة لإنقاذ ونهوض الحلم الراقد، وكل هذا عبر لغة حكى قريبة جدا من الشعر، بتكثيف شديد فى محاولة ليستيقظ هذا الرجل من رقدته وغيابه، مؤكداً أن وحيد الطويلة رسم وجهه داخل الرواية.