المونتيرة رشيدة عبد السلام وافتها المنية أول أمس الاثنين، عن عمر يناهز 86 عاما، فى ظل تجاهل شديد من الإعلام المصرى لخبر وفاتها، رغم أنها واحدة من أهم المونتيرات فى الوطن العربى، وكانت تهوى التمثيل حيث شاركت فى بعض الأدوار الصغيرة ولم يقدر لها الاستمرار، ثم بدأت تعلم المونتاج وتدربت مع الفنان كمال أبوالعلا الذى عملت معه كمساعدة، ثم عملت مع المونتير سعيد الشيخ فى أفلام أحمد بدرخان، ومن أكثر المخرجين الذين تعاونت معهم المخرج حسين كمال، والمخرج يوسف شاهين الذى تعاونت معه فى جميع أفلامه، وكانت شديدة الولع به كمخرج، حيث تعلمت منه الكثير كما كانت تصرح دائماً فى أحاديثها، وكأنها لم تحتمل الحياة بعد رحيله فقررت الذهاب سريعاً خلفه. رشيدة عبد السلام سبق أن تم اختيارها أفضل مونتيرة فى تاريخ السينما المصرية، حيث تضمنت قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية للعديد من أفلامها، الذين اقتربوا من ال200 فيلم منها "المصير"، و"المهاجر"، و"إسكندرية نيويورك"، و"عرق البلح"، و"توت توت"، و"دموع صاحبة الجلالة"، و"لعبة الانتقام"، و"قضية سميحة بدران"، و"حارة برجوان"، و"الحكم آخر الجلسة"، و"الشقة من حق الزوجة"، و"خلى بالك من عقلك"، و"النمر الأسود"، و"حدوتة مصرية"، و"العذراء والشعر الأبيض"، و"حبيبى دائماً"، و"إحنا بتوع الأتوبيس"، و"حنفى الأبهة"، و"أبى فوق الشجرة"، و"الناصر صلاح الدين"، و"زقاق المدق" وغيرها العديد من الأفلام التى أصبحت علامة مميزة فى تاريخ السينما المصرية، كما قامت بوضع الموسيقى التصويرية لفيلم "ألف بوسة وبوسة". الفنانة رشيدة عبد السلام رحلت فى صمت ودون دوى إعلامى، ولم تكلف الصحف نفسها سوى نشر خبر صغير عنها، بل إن إحدى الصحف اكتفت فقط بنشر خبر عزائها ضمن سياق خبر آخر، وكأن القدر نسج خيوطه لتظل رشيدة خلف الكاميرات فى حياتها وأيضاً بعد رحيلها.