كشفت مجلة "نيوزويك" عن قيام وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بتقديم أكثر من 13 مليار دولار، أغلبها مدفوعة فى شكل عقود وحيدة المصدر لشركات خاضعة لسيطرة العائلات الحاكمة فى دول الخليج، وقالت الصحيفة فى عددها الأخير إن تحقيقاً أجرته، كشف عن كيفية تدفق أموال البنتاجون إلى الرجال الأقوياء فى الشرق الأوسط. فبالرغم من أن الولاياتالمتحدة، من الناحية الرسمية، لا تقوم بدفع أموال للحكومات الأخرى نظير إقامة قواعد عسكرية، على أساس أن تحويل الأموال إلى خزائن الحكام الأجانب المستبدين لا يمكن أن يشكل الأساس لتحالفات استراتيجية حقيقية، إلا أن البنتاجون اعتمد خلال العقد الماضى على طريقة غير مسبوقة لخوض الحروب فى العراق وأفغانستان ومحاربة ملالى إيران، وهى شبكة من القواعد فى جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد كشف تحقيق الصحيفة حول ممارسات التعاقد الخاصة بالبنتاجون فى أبو ظبى والكويت والبحرين عن تقديم أكثر من 13 مليار دولار، أغلبها مدفوعة فى شكل عقود مع شركات تابعة للعائلات الحاكمة فى دول الخليج. ففى أبوظبى بالإمارات توجد قاعدة جوية أمريكية فى منطقة الظفرة، التى تعد مركزاً حيوياً للتزود بالوقود فى المنطقة، والإمارات يحكمها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذى تقدر ثروته بحوالى 15 مليار دولار، ويسيطر على شركة النفط الوطنية فى البلاد "أدنوك"، وكما تبين، فإن كل قطرة وقود تشتريها أمريكا لطائرتها فى قاعدة الظفرة، أكثر من 200 مليون جالون فى العام بتكلفة 3.3 مليار دولا، رمنذ عام 2006، يتم شرائها من شركة أدنوك التى يسيطر عليها آل نهيان. وبحسب الوثائق الخاصة بالتعاقد، فإن هذه الأموال تتجاوز عملية العطاءات التنافسية التى من المفترض أن تصاحب أى عملية شراء من جانب البنتاجون. ويبدو أن العائلات الحاكمة فى الدول الأخرى التى توجد بها قواعد أمريكية تستفيد بالطريقة نفسها، ففى الكويت توجد قاعدة عريفجان الأمريكية المهمة التى تعد بمثابة طريق الإمدادات العسكرية الرئيسية إلى العراق، ومثل آل نهيان فى الإمارات، تدير عائلة الصباح الكويت وتسيطر على شركة النفط الوطنية "شركة البترول الكويتية" التى حصلت على حوالى 4 مليارات دولار فى شكل عقود من البنتاجون منذ عام 2005، أغلبها عقود وحيدة المصدر، أى يتم التعاقد فيها مع شخص واحد أو شركة واحدة فقط. وفى البحرين، التى شهدت احتجاجات مطالبة بالديمقراطية وتم سحقها بوحشية، يوجد مقر الأسطول الأمريكى الخامس، كما يوجد بها المقرات الإقليمية لعمليات الطاقة الخاصة بوكالة الدفاع اللوجيسيتة، حيث يقوم المكتب بشراء كل الوقود المطلوب للجيش الأمريكى، وفى كل عام تفوز شركة النفط البحرينية الوطنية الخاضعة لسيطرة العائلة المالكة بشكل روتينى بعقد ضخم تابع للبنتاجون يسمى "ويست باك"، لتقديم الوقود لعمليات الجيش الأمريكى فى غرب المحيط الهادى، وهو العقد الذى يقدر بمليارات الدولارات أيضا. وتشير وكالة الدفاع اللوجيستية التابعة للبنتاجون، إلى أن هذا العقد ليس وحيد المصدر، كالعقود السابقة الخاصة بأبوظبى والكويت، ولكن الشركة البحرينية الوطنية دائماً ما تفوز به، لأنها تقدم أقل العروض، وتقدم كميات هائلة من الوقود، ولا يوجد لها الكثير من المنافسين.