فجرت قدرات المقاتلة الأمريكية "بلاك هوك" غير المرئية، التى شاركت فى تصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، الكثير من التساؤلات حول اختراقها السيادة الجوية للبلاد وخطورة وقوعها فى أيدى عدو مقاتل. وكشف تحطم المروحية التى استخدمتها الولاياتالمتحدة فى عملية تصفية بن لادن النقاب عن استخدام واشنطن لمروحية غير مرئية قادرة على اجتياز رادارات الدفاع الجوى الباكستانى دون اكتشافها، كما أن موتورها لا يصدر صوتا. قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجى، إن الصراع ما بين سلاح الطيران والدفاع الجوى مستمر بشكل كبير منذ العمليات الأمريكية فى العراق، مشيرا إلى التطور التكنولوجى فى مجال إخفاء الأهداف الجوية عن الرادرات الأرضية الذى ساد تلك الفترة بالتركيز على تقنيات دخول الطائرات المقاتلة إلى أجواء مناطق العمليات دون اكتشاف الرادرات الأرضية لها، حتى لا يمكن استهدافها بواسطة أسلحة الدفاع الجوى. وأضاف سيف اليزل، كانت البداية مع ظهور طائرات الشبح المقاتلة فى حرب العراق، والتى حققت نجاحا كبيرا مما شجع مصانع طائرات الهليكوبتر على استخدام نفس التقنيات فى إخفاء أجسام الطائرات وتطوير محركاتها لتكون فى مستويات إحداث صوتى أقل بكثير مما هو موجود فى الطائرات المماثلة ليصل إلى نسبة 25% فقط من صوت محركات الطائرات الأرضية، الأمر الذى يكفل لها تأمين الدخول والهبوط بمناطق العمليات المستهدفة بأمان دون التعرض لها، وهذا ما حدث فى عملية أبوت آباد ضد أسامة بن لادن. وعن تهديد هذه النوعية من الطائرات للأمن القومى للبلاد، قال سيف اليزل، إنه من حق الدول الاستفادة من التقنيات العالية والتكنولوجيات المتطورة فى تسليح قواتها فى القيام بعمليات دفاعية على أراضيها. بينما لا يحق لأى دولة أن تخترق حدودا جغرافية أو سياسية لدول أخرى دون استئذانها حتى ولوكانت فى حروب ضد الإرهاب، لأن ذلك ضد الشرعية الدولية. وأكد سيف اليزل عدم امتلاك إسرائيل لهذه النوعية من الطائرات التى يقتصر امتلاكها على الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددا "لا يوجد لدى إسرائيل أى طائرات تختفى على الرادرات الأرضية". وأوضح "العمود الفقرى لسلاح الطيران الإسرائيلى، يتركز فى طائرات اف 15 واف 16 وجميعها يظهر على الرادارات ولا داعى للقلق فى هذا الصدد" من جهة أخرى، توضح تقارير صادرة عن المنتدى العربى للدفاع والتسليح القدرات الخارقة للطائرة "بلاك هوك" باعتبارها أهم هليكوبتر أمريكية مقاتلة، فهى غير مرئية وقادرة على اجتياز خطوط العدو دون اكتشافها وحتى موتورها لا يصدر ضجيجا. كما أنها مصممة للانتقال سريعا إلى أماكن القتال ونقل أو تجميع القوات والمعدات، وكشفت وسائل إعلام أمريكية، أن مثل هذا النوع من المروحيات، شهد على مدار عقود محاولات تطوير على يد خبراء الطيران العسكريين، بحيث تكون شبه شفافة لاجتياز خطوط العدو بدون كشفها. وتتمكن بلاك هوك من الإقلاع من على ظهورحاملات الطائرات، كما تستطيع الطيران إلى مسافة 1000 ميل بحرى، إذا أضيفت إليها خزانات وقود، لكن حتى بعد وصولها إلى نهاية مدى مهمتها، يمكن أن يعاد شحنها بالوقود أثناء الطيران عن طريق الإرضاع الجوى. وطائرات بلاك هوك مدرعة بدرجة تمكنها من نقل الأشخاص وإجلائهم وسط إطلاق النار، كما يمكن تكييف التصميم الأساسى للطائرة، بحيث تستخدم فى نقل الجرحى أو لأغراض هجومية بحتة، وتستطيع تلك الطائرة حمل 12 فردا بالإضافة إلى طاقمها المكون من أربعة أشخاص. وتحمل بلاك هوك منصات خاصة على كل جانب منها لحمل معدات متخصصة، مثل المعدات الطبية، ويمكن استخدام نفس المساحة لتزويد الطائرة بصواريخ هيلفاير المضادة للدبابات. وتستطيع بعض طرازات تلك الطائرة حمل 9000 رطل من المعدات الخارجية مثل مركبات كل الأراضى التى تستخدمها القوات الخاصة. وللدفاع عن نفسها، فإن تلك الطائرات مزودة ببنادق آلية فى نوافذها الجانبية وفى أبواب غرفة القيادة، كما أن لدى أحد أنواعها القدرة على نشر ألغام صغيرة من الجو، كما أن أجزاء الطائرة ومعدات الهبوط مزودة بممتصات صدمات لحماية الأشخاص فى حالة الاصطدام أثناء الهبوط. وحدثت أول إصابات فى صفوف القوات الأمريكية المقاتلة فى طالبان، حين سقطت بلاك هوك فى باكستان مما أسفر عن مقتل جنديين. ويذكر أن إحدى هذه الطائرات تحطمت أيضا أثناء عملية تصفية بن لادن لأسباب تقنية.