رفض عدد كبير من المثقفين المصريين، دعوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد، للمشاركة فى معرضه الدولى للكتاب الذى يحمل اسمه، فى حال وجه دعوات لهم من أجل المشاركة فى فعالياته الثقافية، وأكدوا فى تصريحات خاصة ل "اليوم السابع"، أن أى مشاركة ثقافية فى فعاليات هذا المعرض، سوف توحى أن النظام مستقر وآمن، وستساهم فى إسالة المزيد من دماء السوريين المطالبين بحريتهم من هذا النظام القمعى المتوحش. أكدت الروائية سلوى بكر، على رفضها المشاركة فى أى فعالية ثقافية تقام فى معرض الأسد الدولى للكتاب، فى حالة قيام إدارة المعرض، بتوجيه الدعوة لها، مشيرة إلى أن هذه الدعوة المبكرة لإقامة معرض كتاب، فى ظل ظروف لا تحتاج لتعليق، هى محاولة من النظام لإبراز الأوضاع، على أنها طبيعية، وكسب تأييد المبدعين العرب، الذين وقعوا عدة بيانات لمقاطعة النظام السورى، وأضافت بكر: طبعا هذه محاولة مفضوحة من النظام السورى الذى تلوثت يداه للمرة الثانية، بقتل شعبه، والمثقفين هم أول نخبة، يجب أن تتصدى لهذا النظام القمعى، وترفض مشاركته فى أى فعاليات يقيمها، محاولا طمس حقيقة تلوثه بدماء شعبه. ودعت سلوى بكر، كل من يوجه النظام السورى إليه الدعوات للمشاركة فى المعرض، بأن يرفض، لأن ما يحدث فى سوريا، لا يمكن تجاهله والذهاب ببساطة لحضور ندوة. وأدان الروائى منتصر القفاش دعوة النظام السورى، لإقامة معرض كتاب، ومحاولة حشد الناشرين المصريين والعرب للمشاركة فيه، وقال القفاش: سواء تم توجيه الدعوة للناشرين، أو للمبدعين والمثقفين، فالأمر واحد وأن نذهب الآن إلى هناك، فى الوقت الذى يقوم فيه النظام بقتل شعبه، فهذا هو العيب. وتابع القفاش: يجب أن نقاطع أنشطة المعرض، لأن إقامته، ليست سوى رسالة سياسية، الغرض منها، شق صف المثقف العربى، الذى التم شمله، ووقع على بيان بمقاطعة هذا النظام الوحشى، ونحن نعيش حاليا ربيع الثورات العربية، وفى ظل هذه الظروف التى تشتعل فيها الثورات، يجب أن ندعم الشعوب فى تحركها، وعدم الاستجابة لأى أنشطة يقيمها النظام المستبد الغاشم، لا يعنى أننا نقاطع الشعب السورى، وإنما نساعد على إسقاط نظام دموى. وأشار الروائى حمدى أبو جليل إلى أن دعوات النظام السورى للناشرين للمشاركة فى معرضه للكتاب، هو أمر واضح لا يدع مجالا للشك، فى أن الأسد يرغب فى جمع المثقفين حوله، مضيفا: هناك فنانون عرب وعالميون، وسينمائيون، وكتاب، ومفكرون كبار، وقعوا بيانات ضده، فكيف يدعو الآن لإقامة معرض كتاب، هل هناك أحداث أخرى فى سوريا، غير القتل، ولمن سيبيع الناشرون كتبهم، للنعوش التى تمر فى كل شارع من شوارع سوريا؟ ودعا أبوجليل الناشرين المصريين لعدم الاستجابة لدعوة مكتبة الأسد، فى حجز أجنحة المعرض، قائلا: أدعو أيضا المثقفين المصريين، لتفعيل بيان المقاطعة الذى وقعنا عليه، لأن أى مشاركة فى الفعاليات التى يقيمها النظام السورى، لا تعنى سوى إسالة المزيد من دماء السوريين، مؤكدا على أن الثقافة السورية، هى ثقافة عظيمة وبالغة الخصوصية، والمقصود من دعوة المقاطعة هى مقاطعة النظام الدموى الذى يقمع شعبه. وطرح الكاتب أحمد الخميسى طرحا مغايرا لكل ما سبق، حيث أكد أن سوريا، ليست بلد حافظ الأسد، أو بشار، فلا يمكن مقاطعة أفلام سوريا، أو كتاب سوريا، مضيفا: نحن فى مصر، كنا نقاطع فعليا حسنى مبارك، لكننا كنا نشارك فى فعاليات معرض الكتاب، وأنشطة وزارة الثقافة، ولا يعنى أننا نكره أوباما مثلا، ألا نذهب لحضور مؤتمر ثقافى فى أمريكا. وأشار الخميسى إلى أن مقاطعة سوريا، وأنشطة معرضها لا تصح، لافتا النظر إلى عرب فلسطين، الذين ظلوا شوكة فى حلق الكيان الإسرائيلى، وقال الخميسى: ذهاب المثقفين لمعرض الكتاب، لا يعنى أبدا تأييدهم للنظام السورى، فنحن لن نقبل أن نحصل على جوائز منه، أو رشاوى ثقافية، وآخر شىء يمكن أن يطمئن وجود النظام السورى، هو عمل معرض للكتاب، فلن يلجأ لإقامته، من أجل استمرار بقائه فى السلطة. ودلل الخميسى على قوله، بالإشارة إلى أن المواجهات العنيفة بين النظام السورى وشعبه، لن تدعوه للالتفات إلى المواجهة الثقافية، مضيفا: وعندما حدثت المقاطعة العربية لمصر، بسبب معاهدة كامب ديفيد، تأذينا نحن من المقاطعة الثقافية التى وقعت لنا، رغم أننا أيضا كنا لا نؤيد المعاهدة، فما ذنب الكتاب السوريين، كى لا نشاركهم فى فعاليات معرضهم. وعن تسمية المعرض باسم " الأسد" قال الخميسى: أنا ضد تسمية الأشياء باسم الأشخاص، لكنى ضد التشنج، فيما يخص المعاملات الثقافية العربية، ونظام الأسد، لن يكون أسوأ من السعودية، أو نظام قطر، أو نظام الأردن، ومع ذلك، نحن لا نقاطع الأنشطة الثقافية فى كل هذه الدول.