أنور وجدى الفتى الأول للسينما مع ظهورها فى مصر، وهو المممثل والمخرج والمنتج والمؤلف، إنه الظاهرة السينمائية المبدعة صاحب الأصول الشامية الذى عانى الكثير من صغره لخسارة تجارة والده وإفلاسه. رفض والده فى البداية عمل ابنه فى الفن وطرده من المنزل أكثر من مرة لكنه لم يستسلم ، هو أنور يحيى القتال مولود في القاهرة 11 أكتوبر عام 1901 لأسرة سورية بسيطة عانت الفقر والإفلاس حيث كانت تعمل في تجارة الأقمشة إلى أن جاءت إلى مصر.
وكان ذلك الدافع الأهم أمامه للبحث عن مستقبل أفضل رأه فى الفن منذ أن كان طالبا بمدرسة الفريقر الفرنسية ترك الدراسة بعد ذلك واتجه إلى التمثيل .
لم تنجح محاولاته للسفر إلى أمريكا لمقابل نجوم هوليوود، كما كان يحلم، واتجه إلى شارع عماد الدين بحثا عن فرصة بين النجوم وكان يقف بالساعات حتى يلتقى أى فنان عند مسرح فرقة رمسيس فى انتظار يوسف وهبى على أن يوافق لضمه للفرقة.
وكان أول ظهور له فى مسرحية يوليوس قيصر عام 1922 نظير أجر شهرى 4 جنيهلا مكنه من الحصول على غرفه مشتركة ليسكن فيها مع رفيق البدايات عبد السلام النابلسى.
أصبح أنور وجدى فى وقت قصير من أهم اعضاء فرقة رمسيس وبدأ تمثيل أدوار رئيسية السينما
عام 1932 بدأت انطلاقة انور وجدي الحقيقية حيث استعان به يوسف وهبي في عدد من الافلام التي كان يقوم بإنتاجها وتمثيلها وأسند له بعض الأدوار الثانوية بداية من فيلم أولاد الذوات عام 1932
مع بداية الأربعينيات صار وجدي مطلوبا بشكل كبير في السينما لما يتمتع به وسامة وتألق فبدأ المنتجون يتهافتون عليه بأدوار مثل :ابن الناس - الجان - الشاب المستهتر) فعمل في أكثر من 20 فيلما في خمس سنوات الأربعينيات
جذبته السينما فاستقال من الفرقة القومية عام 1945 وكون شركة الأفلام المتحدة للإنتاج السينمائى وقدم أول انتاج وإخراج له في فيلم «ليلى بنت الفقراء» عام 1945 مع الفنانة ليلي مراد وسليمان نجيب وماري منيب ومن هنا بدأت انطلاقاته السينمائىة وبدأ الكل يصبو إليه من منتجين وصناع أفلام وأصبح حلمه يتحقق للوصول لكسب المال وتعويضه عن أيام الجوع والهوان
ومع الأسف بدأ المرض يصيبه في بداية الخمسينات وبدأ يأخذ طريقه للمستشفيات ومع ذلك استكمل طريق نجاحه فعمل أكثر من فيلم ناجح مثل أمير الانتقام) 1950 - (النمر، ريا وسكينهوالوحش.
تزوج وجدي 3 مرات الأولى من الفنانة إلهام حسين التي لم تنقل قدرا كبيرا من الشهرة رغم انها حققت نجاحا في اول افيلامها يوم سعيد مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ولم يدم زواجهما ستة أشهر بسبب تزايد الخلافات
والثانية: من النجمه ليلي مراد عام 1945 وتعرف عليها من خلال فيلم ليلي بنت الفقراء فاجأها بالزواج وقبلت منه، استطاع ان ينتج أفلام بأقل التكاليف حيث أكتشف الطفله فيروز وحصد من ورائها الاف الجنيهات،
الزوجه الثالثة كانت من الفنانه ليلي فوزي كانت تربطهم قصه حب كبيره مع انها كانت متزوجه من عزيز عثمان وسافرت معه فرنسا في رحله علاج وتزوجها هناك
قدم الفنان أنور وجدى أهم الافلام التي سجلت في انطلاقة السينما في مصر وحفر اسمه واحدا من أهم الفنانين ومن أهم رواد السينما العربية. وقد نال منه المرض، بعد معاناه كبيرة معه حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو لم يكمل (51 عاماً) في 14 مايو 1955الموافق 23 رمضان عام 1374 ه في ستوكهولم وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر باكملها وخسارة للفن والفنانين فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير.
رحم الله الفنان الذى أمتعنا إلى الآن بأفلام نعتبرها كنوز من كنوز السينما المصرية والعربية ورحلة عطاء قصيرة حافلة بأهم كلاسيكيات السينما المصرية.