.. أسمهان تكسب!

تكتسب الحلقات الأولى من أى مسلسل أهمية خاصة، فإذا كانت الانطباعات الأولى فى الحياة عموماً تدوم، فإن الحلقات الأولى فى كل عمل درامى تحدد الإيقاع وتعطى لمحة عن مذاق العمل وعن أجوائه، وقد تكون السبب المباشر فى تعلق الجمهور بالمسلسل أو انصرافه عنه، خصوصاً فى ظل تلك التخمة الدرامية الناتجة عن تصارع 50 مسلسلاً فى رمضان ويعرف الجميع أن المشاهد، بحكم الظروف، لن يستطيع مشاهدة سوى 5 أو 6 مسلسلات منها على حد أقصى!
من هذا المنظور، تفوق مسلسل "أسمهان" لسولاف فواخرجى على "فى أيدى أمينة" ليسرا و"شرف فتح الباب" ليحيى الفخرانى و"الدالى" لنور الشريف و"ناصر" لمجدى كامل، وهى المسلسلات الأربعة التى حظيت بالكم الأكبر من ترقب المشاهدين وفضولهم حتى قبل بداية الشهر الفضيل.
فى الحلقات الأولى من أسمهان، تجلت براعة المخرج التونسى شوقى الماجرى فى نقل المشاهد منذ اللقطة الأولى إلى أجواء الشام وإسطنبول عام 1917، من خلال مكياج بارع وملابس دقيقة، فضلاً عن مشاهد التصوير الخارجى المنفذة بعناية فائقة، وكانت الكاميرا فى منتهى التوتر الفنى، وهى تجسد تلك اللحظة المضطربة التى عاشها الأمير فهد الأطرش، والد أسمهان، أثناء فراره من قوات الجيش التركى.
وسط الغابات والسهول الخضراء وعلى شواطئ البحر، تم تنفيذ مشاهد المطاردة بحساسية التصوير السينمائى، من خلال إيقاع سريع متلاحق، ولقطات مشحونة بالتوتر والتشويق، وكان الحوار بين أفراد الجيش التركى باللغة التركية مع وجود ترجمة مما عمق من الإحساس بالجو السينمائى، وجاءت لقطة قطار السكة الحديد بشكله القديم البدائى وهو يمخر عباب الصحراء، لتؤكد مدى حرص صناع المسلسل على أدق التفاصيل، وعدم استبعاد أى شىء بدعوة تخفيض تكاليف الإنتاج، أو توفير الشق الأكبر من الميزانية لتكفى أجور النجوم (السوبر ستار)، كما حدث مع مسلسلات أخرى لم يتبق من ميزانيتها الكثير لينفق على مستلزمات الإنتاج.
موضوعات متعلقة..
◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)