وقّف أى حد فى الشارع وانت ماشى واسأله مين هو الثائر الحق وستجد الرد ينهال عليك بسرعة مذهلة وبدون أى تفكير وكأنك سألته عن اسمه، قائلاً: أنت مسمعتش الشيخ الشعراوى ولا إيه يا فندم الثائر الحق هو من يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبنى الأمجاد. أنا أتفق تماما مع كلام شيخنا الجليل الشيخ الشعراوى، ولكن هل نحن فعلا قمنا بهدم الفساد؟وهل انتهت الثورة عند هذا الحد؟ نحن ما زلنا فى بداية الطريق وما زال هناك العشرات من رموز الفساد يستمتعون بحياتهم الطبيعية دون محاسبة.. حد يقولى زكريا عزمى بيعمل إيه لسه فى ديوان الجمهورية وصفوت الشريف المتهم بالتخطيط لموقعة الجمل، وإفساد الحياة السياسية إيه اللى حصله لحد دلوقتى؟ طاب رؤساء الصحف القومية مشيو ولا لسه ورؤساء الجامعات الفاسدين بيعملو إيه لحد دلوقتى وغيرهم وغيرهم فكيف نهدأ؟!!! كلامى هذا لا يتعارض تماما مع ما قاله الشيخ الشعراوى، ولكن المقولة لم يأت وقتها بعد؟ فلماذا نهدأ ولم نحقق كل ما نريده إذا كان الكلام المقصود به التظاهرات والإضرابات الفئوية؟ فهؤلاء ليسو ثواراً من الأساس بل هؤلاء يحاولون الانتفاع من الثورة قدر الإمكان. لا بد أن تظل الثورة قائمة حتى تتحقق كل مطالبها، ولا نهدأ أبدا بل نظل دائما فى حالة ترقب وحذر، فالثائر الحق يظل ثائرا حتى ينتهى من هدم الفساد، ونحن لم ننتهِ بعد، ثم يهدأ ليبنى الأمجاد. وبعيداً عن ذلك فأنا شديد الانبهار بالشخص الذى استطاع اختيار هذا المقطع بالتحديد وللشيخ الشعراوى لما له من شعبية جارفة عند جموع المصريين للتأثير على الرأى العام بهذه القوى وأنا أظن أن النظام السابق لو كان عثر على هذا الفيديو لكان طار به فرحا، ولا أستبعد أنه كان من الممكن بثه بعد خطاب مبارك قبل الأخير مباشرة، وربما كان هدأ الجميع ساعتها لم أكن أستبعد أن يعلق مبارك صورة للشيخ الشعراوى فى غرفة نومه أو يبنى له مقاما فى قصره. ولكان التليفزيون المصرى قرر إعادة بث كل خطبه كاملة على مدار أيام وشهور متتالية بعد أن أوقف إذاعة خطبه التى تعود عليها الناس دون اى سبب مقنع.
