◄◄ عدلى فايد مصاب باكتئاب.. و«الشاعر» فى حالة ذهول.. وصداقة وطيدة بين «العادلى وهشام طلعت».. و«المغربى وجرانة» قمة الانسجام.. و«عز» يعانى شتائم السجناء بعد 25 يناير الماضى، أصبح فى حكم المعتاد بالنسبة لسكان شارع المعهد المؤدى إلى سجن طرة، رؤية السيارات الفارهة تعبر شارعهم فى أوقات الزيارة، بعدما انضم إلى قائمة نزلاء السجن، باقة من وزراء النظام السابق، وانضم إليهم مساء الخميس الماضى مجموعة من قيادات وزارة الداخلية، إلا أن المشهد الذى كان غريبا بالنسبة لسكان الشارع صباح السبت الماضى، هو رؤية عدد كبير من سيارات القنوات الفضائية، وجمع غفير من الرجال أصحاب اللحى وسيدات يرتدين الإسدال الأسود، ولم تستمر طويلا نظرة التساؤل فى عيون سكان المنطقة المجاورة للسجن، إذ سرعان ما ارتفع صوت الدى جى، المحمول على سيارة يقودها أنصار وأقارب عبود وطارق والزمر الذين جاءوا لاستقبالهما فى ساعة الإفراج عنهما، وبقدر ما كانت علامة السعادة مرتسمة على الوجوه خارج البوابة بين أفراد عائلة الزمر، وعائلات باقى السجناء المفرج عنهم، بقدر ما كانت كلمة «سبحان الله مغير الأحوال» هى لسان حال عدد كبير من قيادات القوات المسلحة المكلفة بحماية السجن، وقيادات مصلحة السجون، الذين تحدثوا ل«اليوم السابع» عن أحوال المشاهير بالداخل، والبداية كانت من خلال قائمة قيادات الداخلية الذين تم وضع أسمائهم فى دفاتر السجن يوم الخميس الماضى، وفى مقدمتهم اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق، واللواء عدلى فايد رئيس مصلحة الأمن العام، واللواء أحمد رمزى رئيس قطاع الأمن المركزى، الذين صدر قرار من النيابة بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات فى وقائع قتل المتظاهرين أثناء الثورة. ومن بين قيادات وزارة الداخلية، الذين تمت إحالتهم إلى سجن طرة اللواء أحمد رمزى، الذى يحظى بتعاطف كبير من قيادات السجن، فمعظم من تحدث إلينا من القيادات من مختلف الرتب عن نزلاء طرة من قيادات الداخلية، يثق فى أن اللواء أحمد رمزى، فى حال محاكمة هذه القيادات فى التهم المنسوبة إليهم، سيكون هو أقلهم فى العقوبة، أو ربما يحصل على البراءة. ولكن السؤال الهام بالنسبة لنا كيف كانت الليلة الأولى فى السجن؟ وكانت الإجابة، أن طريقة استقبالهم لم تختلف عن طريقة استقبال أى سجين عادى، باستثناء تشديد الحراسة عليهم، تحسبا لتعرضهم لاعتداءات من قبل السجناء، ولكن الأوضاع كانت مختلفة بالنسبة لكل واحد منهم، ففى الوقت الذى بدت فيه علامات الانكسار والذهول واضحة بشدة على اللواء إسماعيل الشاعر، كان اللواء عدلى فايد مصابا بحالة اكتئاب شديدة، ولم يتحدث مع أحد مطلقا، وكان يستجيب للتعليمات بشكل آلى، وعلى الرغم من أن اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة تم احتجازه فى مقر أكاديمية مبارك بناء على تعليمات من اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية، على اعتبارأنه مازال فى الخدمة، بعكس الآخرين، إلا أنه كان مسار العديد من الأسئلة من قبل قيادات السجن، خاصة بعدما طلب اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق مقابلته، قبل أن يعرف أنه لم يأت مع زملاء الدراسة فى كلية الشرطة، وهى الجملة التى يرددها بعض قيادات السجن على سبيل الدعابة، حيث أكدوا لنا أن العادلى وفايد، والشاعر، ورمزى، وعبد الرحمن، خريجو دفعة واحدة، ومن المتوقع أن يجتمعوا مرة أخرى بعد أن تنتهى التحقيقات مع عبدالرحمن فى وقائع إحراق وفرم مستندات أمن الدولة، وعلى الرغم من أن وزير الداخلية الأسبق العادلى اعتاد بعض الشىء على حياة السجن، إلا أن نداءات السجناء التى تتساءل عن صاحبة «البرنس» الحريمى، الذى تم العثور عليه فى الغرفة الملحقة بمكتبه فى مقر أمن الدولة بأكتوبر، تسبب له حالة من الهياج والغضب، ولكنه يتناسها بشكل مؤقت، بعد أن يلتقى بصديقه المقرب داخل السجن هشام طلعت مصطفى، ويتناولان الإفطار سويا من الكانتين. وكما كان الثنائى أحمد المغربى وزهير جرانة صديقين خارج السجن، مازالت العلاقة نفسها تجمعهما خلف الأسوار، فكثير من الحرس والنزلاء كانوا يندهشون من سر تجمعهم سويا، ولكن بمرور الأيام أصبح هذا المشهد مألوفا بالنسبة لهم. ومازالت قيادات السجن تتذكر الجملة الشهيرة التى قالها العادلى للحراسة المرافقة له أثناء توجهه للتحقيقات، إذ طلب من قائد الحراسة، أن يتم إيقاف سرينة سيارة الشرطة قائلا لهم «إيه أنتو بتزفونى يا ولاد ال»..... «ولا إيه بطلوا الزفت ده» ولكن بعد أن تعرض لعدة مضايقات من السجناء بإيعاز من الضباط، بدأ يتعامل مع جميع الرتب بهدوء. أما أحمد عز فيختلف وضعه داخل السجن عن باقى زملائه، فمازال يتعرض لموجات من الشتائم الجماعية، واللافت أن معظمها من النوع الفاحش، الأمرالذى دفعه للانزواء داخل غرفته مكتفيا بمشاهدة التليفزيون فقط وقراءة الصحف، أما عهدى فضلى رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم السابق، فإنه يعانى من حالة إعياء واضحة، وفقد كثيرا من وزنه بشكل لافت.