الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
ب50 مليون جنيه.. محافظ الدقهلية يفتتح مجزر المنصورة نصف الآلي بقرية ميت الكرما
2 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم في سوق العبور للجملة
محافظ القليوبية يوجه رؤساء المدن بتكثيف المرور الميداني: لا تهاون مع التعديات خلال عيد الأضحى
روسيا: تلقينا مسودة مذكرة أوكرانية بشأن السلام
رئيس التشيك: نأمل في أن تواصل القيادة البولندية الجديدة العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية
الوحش الانتحاري.. سلاح الاحتلال الذي يدمر غزة عن بعد
الزمالك يهنئ بيراميدز بعد فوزه بدوري أبطال أفريقيا
وكيل تعليم جنوب سيناء يتابع لجان امتحانات الشهادة الإعدادية
بدء استقبال حجاج السياحة الخمس نجوم في مكة استعدادا للتصعيد إلى عرفات
خالد صديق: حدائق تلال الفسطاط من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط وإفريقيا
في بداية تعاملات جلسة الاثنين .. تراجع المؤشر الرئيسى للبورصة
« البنك المركزي» يكشف موعد إجازة البنوك بمناسبة عيد الأضحى
جامعة القناة ترسم البهجة على وجوه أطفال دار أيتام بالإسماعيلية
الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك
مواعيد إجازة البنوك خلال عيد الأضحى
زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان
الصين تتهم الولايات المتحدة بتقويض التوافق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات جنيف
مجلس الأمن الأوكرانى : دمرنا 13 طائرة روسية فى هجوم على القواعد الجوية
صحف قطرية: القاهرة والدوحة تسعيان لتذليل أى عقبات تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2025
بركات: بيكهام مكسب كبير للأهلي ووداع مستحق لمعلول والسولية
منافس الأهلي - بالميراس يخسر للمباراة الثانية على التوالي في الدوري البرازيلي
أسعار الذهب ترتفع مع تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية
مد فترة حجز وحدات «سكن لكل المصريين7» حتى 18 يونيو
تعليم الغربية: التقدم لرياض الأطفال حتى 30 يونيو بالموقع الإلكترونى الموحد
إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى
إرتفاع أسعار النفط بعد قرار «أوبك+» زيادة الإنتاج في يوليو
مجلس الوزراء : إصدار 198 قرار علاج على نفقة الدولة خلال شهر مايو الماضى
طارق يحيى لإدارة الزمالك: «انسوا زيزو وركزوا في كأس مصر»
ختام دوري حزب حماة الوطن لعمال الشركات الموسم الثاني
دنيا سامي تكشف كواليس دخولها مجال التمثيل
فريق من النيابة الإدارية يواصل الاستماع لأقوال مسئولى ثقافة الأقصر اليوم
4 أبراج تتسم بالحدس العالي وقوة الملاحظة.. هل أنت منهم؟
شاب ينهي حياة والده بطعنة زجاج بسبب خلاف على «توك توك» في شبرا الخيمة
رفع درجة الاستعداد القصوى في الأقصر لاستقبال عيد الأضحى
رئيس تشيلي: فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما
أرملة إبراهيم شيكا ترد على أنباء مساعدة سعد الصغير للأسرة
نصائح من وزارة الصحة للحجاج قبل يوم عرفة
أشرف نصار: نسعى للتتويج بكأس عاصمة مصر.. وطارق مصطفى مستمر معنا في الموسم الجديد
المتهم الثاني في قضية انفجار خط الغاز بالواحات: «اتخضينا وهربنا» (خاص)
هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق
أحفاد نوال الدجوي يتفقون على تسوية الخلافات ويتبادلون العزاء
محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني
محافظ الشرقية يشهد فعاليات المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة بمنطقة آثار تل بسطا
"زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه
دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. 10 كلمات تفتح أبواب الرزق (ردده الآن)
هل يحرم قص الشعر والأظافر لمن سيضحي؟.. الأوقاف توضح
خبير لوائح: هناك تقاعس واضح في الفصل بشكوى الزمالك ضد زيزو
محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش
رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية ينفي تداول منتجات مغشوشة: العسل المصري بخير
قد تسبب الوفاة.. تجنب تناول الماء المثلج
مسؤول بيراميدز: تعرضنا لضغط كبير ضد صن داونز والبطولة مجهود موسم كامل
رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه
«قولت هاقعد بربع الفلوس ولكن!».. أكرم توفيق يكشف مفاجأة بشأن عرض الأهلي
هل صلاة العيد تسقط صلاة الجمعة؟ أمين الفتوى يكشف الحكم الشرعي (فيديو)
قبل العيد.. 7 خطوات لتنظيف الثلاجة بفعالية للحفاظ على الطعام والصحة
هل يمكن إخراج المال بدلا من الذبح للأضحية؟ الإفتاء تجيب
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
محمود درويش يتحدى ترامب.. مقطوعة موسيقية عالمية ل خطبة الهندى الأحمر
أحمد إبراهيم الشريف
نشر في
اليوم السابع
يوم 17 - 03 - 2018
محمود درويش لا يموت أبدا، حيث تظل قصائده، موجودة فى وجه المستعمرين، ففى خطوة اعتراضية على قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بنقل السفارة
الأمريكية
من تل أبيب إلى
القدس
المحتلة
، قام قائد فرقة "بينك فلويد" الشهيرة، روجير ووترز، بإصدار تسجيل صوت مدّعم بخلفية موسيقية لفرقة "تريو-جبران" الفلسطينية، يردد فيه بعض الجمل من قصيدة الشاعر الفلسطينى، محمود درويش، "خطبة
الهندى
الأحمر، ما قبل الأخيرة، أمام الرجل الأبيض".
القصيدة ..
خطبة "
الهندى
الأحمر " - ما قبل الأخيرة – أمام الرجل الأبيض *
" هَل قُلْتُ مَوْتى
لا مَوْتَ هناك
هناك فقط تبديلُ
عوالم "
سياتل زعيم دواميش
( * ) من ديوان ...
" أحد عشر كوكباً "
1992.
( 1) .
إِذاً، نَحْنُ مَنْ نَحْنُ فى السيسيِبّى .
لَنا ما تَبَقَّى لَنا مِنَ الأَمْسِ /
لكِنَّ لَوْنَ السَّماءِ تَغَيَّرَ، وَالبْحرَ شَرْقاً، تَغَيَّرَ، يا سَيِّدَ الْبِيضِ! يا سَيِّدَ الخَيْلِ، ماذا تُريدُ مِنَ الذَّاهبِينَ إِلى شَجَرِ اللَّيْل؟
عالِيَةٌ روحُنا، وَالمْراعى مُقَدَّسَةٌ، وَالنّجومْ كَلَامٌ يُضيءُ ... إِذا أَنْتَ حَدَّقْتَ فيها قَرَأتَ حكايتَنَا كُلَّها:
وُلِدْنا هُنا بَيْنَ ماءٍ وَنارٍ .. ونُولَدُ ثانيَةٌ فى الْغُيومْ على حافُة السّاحِلِ اللأَزَوَرْدِى بَعْدَ الْقيامَةِ ... عَمَّا قَليلْ فلا تَقْتُلِ الْعُشْبَ أكْثَرَ , للْعُشْبِ روحٌ يُدافِعُ فينا عَنِ الرّوحِ فى الأَرْضِ
يا سَيِّدَ الخْيَلِ ! عَلِّمْ حِصانَكَ أَنْ يَعْتَذِرْ
لِروحِ الطَّبيعَةِ عَمَّا صَنَعْتَ بِأَشْجارِنا :
آه ! يا أُخْتِى الشَّجرةْ
لَقَدْ عَذَّبوك كَما عَذَّبُونى
فلا تطلبى المْغَفرَةْ
لحطَّابِ أُمى وأُمكْ .../
( 2)...
... لَنْ يَفْهَمَ السَّيِّدُ الأَبْيَضُ الْكَلماتِ الْعتيقَةْ هُنا، فى النُّفوسِ الطَّليقَة بَيْنَ السَّماءِ وَبَيْنَ الشَّجَر ...
فَمِنْ حَقِّ كولومبوسَ الْحُرِّ أَنْ يَجِدَ الهِنْدَ فى أَى بَحْر، وَمِنْ حَقِّه أَنْ يُسَمِّى أَشْبَاحَنا فُلْفُلاً أَوْ هُنوداً، وَفى وُسْعِهِ أَنْ يُكَسِّرَ بَوْصَلَةَ الْبَحْرِ كَى تَسْتَقيمَ وَأَخطاءَ ريحِ الشَّمالِ , وَلكِنَّهُ لا يُصَدِّق أَنَّ البَشَر سَواسيَّةٌ كالْهَواءِ وَ كالَماءِ خارِجَ مَمْلَكَةِ الْخارِطَة ... !
وأَنَّهُمُ يولَدون كَمَا تولَدُ الناسُ فى بَرْشَلونَة, لكِنَّهمْ يَعْبُدون إِلَهَ الطَّبيعَةِ فى كُلِّ شَيْءٍ ... وَلا يَعْبُدونَ الذَّهَبْ ...
وَكولومبوسُ الْحُرُّ يَبْحَثُ عَنْ لُغَةٍ لَمْ
يَجِدْها هُنا، وعَنْ ذَهَبٍ فى جَماجِمِ أجْدادِنا الطَّيِّبينَ وكان لَهُ مَا يُرِيدُ مِنَ الْحَى وَالمَيْتِ فيِنا .
إذاً لماذا يُواصلُ حَرْبَ الإبادَةِ مِنْ قَبْرِهِ، للنِّهايَة ؟
وَلَمْ يَبْقَ مِنَّا سِوى زِينَة للْخَرابِ، وَريشٍ خَفيفٍ على ثِيابِ الْبُحَيراتِ .
سَبْعونَ مِلْيونَ قَلْبٍ فَقَأْتَ ...سَيَكْفى وَيَكْفى , لِتَرجِعَ مِنْ مَوْتِنا مَلِكاً فَوْق عَرْشِ الْزمانِ الْجَديد،أما أنَ أَنْ نَلْتَقِى، يا غَريبُ، غَريبَيْن فى زَمَنٍ واحِدٍ ؟
وَفى بَلَدٍ واحِدٍ، مَثْلَما يَلُتَقى الْغُرَباءُ على هاوِية ؟
لَنا ما لَنا، وَلَنا ما لَكُمْ مِنْ سَماء
لَكُمْ ما لَكُمْ، وَلَكُمْ ما لَنا مِنْ هَواءٍ ومَاء،
لَنا ما لَنا مِنْ حَصىً، وَلَكُمْ ما لَكُمْ مِنْ حَديد،
تَعالَ لِنَقْتَسِمَ الضَّوْءَ فى قُوَّةِ الظِّلِّ، خُذْ ما تُريد وَ خُذْ ذَهَبَ الأَرْضِ والشَّمْس ,و اتْرُكْ لَنا أَرْضَ أَسْمائِنا وَعُدْ يا غَريبُ، إلَى الأَهْلِ، وابْحَثْ عَنِ الْهِنْد /
( 3) ...
...أَسْماؤُنا شَجَرٌ مِنْ كَلامِ الإِلهِ، وَ طَيْرٌ تُحَلِّقُ أُعَلْى مِنْ الْبُنْدُقِيَّةِ.
لا تَقْطَعوا شَجَرَ الاسْم يا أَيُّها الْقادمون مْنَ الْبَحْرِ حَرْبَاً وَ لا تَنْفُثوا خَيْلَكُمْ لَهَباً فى السُّهول لَكُمْ رَبُّكُمْ لَنَا رَبُّنا، وَلَكُمْ دينُكُمْ وَلَنَا دينُنا فلا تَدْفِنوا الله فى كُتُبٍ وَعَدَتْكُمْ بأَرْضٍ على أَرْضنا كَما تدّعونَ، وَلا تَجْعَلوا رَبَّكُمْ حاجِبِاً فى بلاطِ المْلَكِ !
خُذوا وَرْدَ أَحْلاَمنا كَى تَرَوْا ما نَرى مِنْ فَرَحْ !
وَناموا على ظِلِّ صَفْصافِنا كَى تَطيروا يَماماً يَماماً ...
كَما طارَ أَسْلافُنا الطِّيبونَ وَعادوا سَلاماً
سَلاماً.
سَتَنْقُصُكُمْ , أَيُّها الْبِيضُ , ذِكْرِى الرَّحيل عَنِ الأَبْيَضِ الْمُتَوَسِّط , وَتَنْقُصُكُمْ عُزْلَةُ الأَبَدَيَّةِ فى غابَةِ لا تُطِلُّ على الهاوِيَةْ
وَتَنْقُصُكُمْ صَخْرَةٌ لا تُطيعُ تَدَفُّقَ نَهْرِ الزَّمانِ السَّريع
سَتَنْقُصُكُمْ ساعَةٌ للتأَمُّلِ فى أى شَيْءٍ , لتُنْضِجَ فيكُمْ سَماءً ضَروريَّةً للتُّرابِ , سَتَنْقُصُكُمْ ساعَةٌ للِتَّرَدُّد ما بَيْنَ دَرْبٍ ودَرْبٍ , سَيَنْقُصُكُمْ يورربيدوسُ يَوْماً , وَأَشْعارُ كَنْعَانَ والبْابلييِّنَّ , تَنقُصُكُمْ...
أَغنى سُلَيْمانَ عَنْ شولَميتَ، سَيَنْقُصُكُم سَوْسَنٌ لِلْحَنين ..
سَتَنْقُصُكُمْ أَيُّها البِّيِضُ ذكرى تُروِّضُ خَيْلَ الجْنُون وَقَلْبٌ يَحُكُّ الصُّخُورَ لتَصْقُلَهُ فى نِداءِ الكَمَنْجاتِ ... , يَنقُصُكُمْ، و تَنْقُصُكُمْ حَيْرَةٌ لِلْمُسَدْسِ: إِنْ كانَ لا بُدَّ مِنْ قَتْلِنَا فَلاَ تَقْتُلوا الْكائِناتِ التَّى صادَقَتْنا,
وَ لا تَقْتُلوا أَمْسنَا ...
سَتَنْقُصُكُمْ هُدْنَةٌ مَعَ أَشْباحنا فى لَيالى الشِّتاءِ الْعقيمة وَشَمْسٌ أَقلُّ اشتعالاً , وَ بَدْرٌ أَقلُّ اكتِمالاً , لِتَبْدُوَ الْجَريَمة أَقلُّ احْتِفالاً على شاشَةِ السِّينما , فَخُذوا وَقْتَكُمْ ...
( 4)
... نَعْرِفُ ماذا يُخَبَّى هذا الْغُموضُ الْبَليغُ لنا .. سَماءٌ تَدَلَّتْ على ملْحنا تُسْلْمُ الرُّوحَ .
صَفْصافَةٌ تَسيرُ على قَدَمٍ الرِّيحِ , وَحْشٌ يُؤَسِّسُ مَملكةً في
ثُقوبِ الْفَضاءِ الجَريحِ
... وَبَحْرٌ يُمَلِّحُ أَخْشابَ أَبْوابِنا , وَلَم تَكُنْ الأَرْضُ أَثْقَلَ قَبْلَ الخليقةِ , لكنْ شيئاً كهذا عَرَفْناهُ قَبْلَ الزَّمانِ ... سَتَروى الرِّياحُ لنا
بِدَيَتَنا والنِّهايَةَ , لكٍِنَّنا نَنْزِفُ اليَوْمَ حاضِرَنا وَنَدْفِنُ أَيَّامَنا فى رَمَادِ الأَساطيرِ , لَيْسَتْ أَثينا لنا
وَنَعْرِفُ أَيَّامُكُمْ مِنَ دُخانِ الْمَكانِ , وَ لَيْسَتْ أَثينا لَكُمْ , وَنَعْرِفُ ما هَيَّأَ الْمَعدِنُ – السَّيِّدُ الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِنا
وَمِنْ أَجْلِ آلهَةً تُدَافعْ عَنْ المْلحِ فى خُبْزِنا ...
-
مِن الصَّخَبِ الْمَعدِنّى ؟
" نُبَشركم بِالحضارةِ " ....
أَنا سَيِّدُ الْوَقْتِ , جِئْتُ لِكَى أَرِثَ الأَرْضَ مِنْكُم .
فَمُرُّوا أَمامى , لأُحْصِيكَّمْ جُثَّةً جُثَّةً فَوْقَ سَطْحِ الْبُحَيْرَة.
" أُبَشِّرُكُم بِالحْضارَةِ " قالَ , لِتَحْيَا الأَناجيلُ , قالَ , فَمُرُّوا لِيَبْقى لِى الرَّبُّ
وَحْدى، فإِنَّ هُنوداً يَموتونَ خَيْر
لِسَيِّدِنا فى العُلا مِنْ هُنود يَعيشونَ , وَالرَّبُّ أَبْيَض وَ أَبْيَضُ هذا النَّهارُ:
لَكُمْ عالمٌ وَلنا عالَمْ...
يَقول الغَريبُ كَلاماً غَريباً، وَيَحْفرُ فى الأَرْضِ بِئْراً لِيَدْفنَ فيها السَّماءَ.
يَقول الغَريبُ كَلاماً غَريباً
وَيصْطادُ أَطُفالنا وَاْلفَراشَ بِماذا وَعَدْتَ حَديقَتَنا يا غَريب؟
بِوَرُدٍ مِن الزِّنْكِ أَجْمَلَ مِنْ وَرْدِنا؟
فَلْيكُنْ ما تَشاء وَلكِنْ أَتَعْلَمُ أَنَّ الْغَزَالةَ لا تَأْكُلُ الْعُشْبَ إِنْ مَسَّهُ دَمُنا؟
أَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَواميسَ إِخْوتُنا والنَّباتاتِ إِخْوتُنا يا غَريب؟
فلا تَحْفِرِ الأَرْضَ أَكْثَرَ ! لا تَجْرَحِ السُّلَحْفاةَ التَّي
تَنامُ على ظَهرِها الأَرْضُ، جَدَّتُنا الأَرْضُ أَشجارنُا شَعْرُها وَزِينتُنا زَهْرُها. "
هذِه الأَرْضُ لا مَوْتَ فيها " فلا
تُغَيِّرْ هَشاشَةَ تَكْوينِها ! لا تُكَسِّرْ مَرايا بَساتيِنها وَلا تُجْفِلِ الأَرْضَ , لا تُوجِعِ الأَرْضَ أَنْهارُنا خَصْرُها
وَأَحْفادُها نَحْنُ, أَنتُمْ ونحن فلا تَقْتُلوها... سنَذَهبُ، عمَّا قليلٍ، خُذُوا دَمَنا واتركُوها
كما هى
أَجملَ ما كَتَبَ الله فوقَ المياه
لَهُ...ولنا
سَنْسمَعُ أَصْواتَ أَسلافِنا فى الرِّياحِ، ونُصْغى إِلى نَبْضِهِمْ فى بَراعِم أَشجارِنا
هذه الأَرْضُ جَدَتَّنُا
مُقَدَّسةٌ كُلُّها، حَجَراً حَجَراً، هذه الأَرْضُ كُوخٌ لآلِهَةٍ سَكَنتْ مَعَنا , نَجْمةٌ نَجمةٌ وأَضاءَت لَنا
لَيالى الصَّلاةِ ... مَشَينا حُفَاةٌ لِنَلْمُسَ رُوحَ الْحَصى وَسِرْنا عُراةً لِتُلْبِسنَا الرُّوحُ، روحُ الهواءِ، نِسَاء
يُعدْنَ إِلينا هِباتِ الطَّبيعة _ تاريخُنا كانَ تاريخَها.
كانَ لِلْوَقْتِ وَقْتٌ لِنولَدَ فيها وَنَرْجِعَ مِنْها إِلَيْها: نُعيدُ إِلى الأَرْضِ أَرَوْاحَها
رُوَيْداً رُوَيْداً وَنَحْفَظَ ذِكْرى أَحبِتَّنا فى الْجِرار مَعَ الْمِلْح والزَّيْتِ، كُلنَّا نُعَلِّقُ أَسْماؤهُمْ بُطُيورِ الجداوِل وتبكى عليكَم...غَدا ... !
( 5 )..
وَنَحن نُوَدِّعُ نيرانَنا، لا نَرُدُّ التَّحِيُةَ، لا تَكْتُبوا علينا وَصايا الإِلهِ الجديدِ، إِلهِ الحديدِ، ولا تطلُبوا مُعاهَدةً للسَّلامِ مِنَ الميِّتينَ، فلَم يَبْقَ منَهُمْ أَحَدْ
يُبَشَّرُكَمْ بالسَّلامِ مَعَ النَّفْسِ والآخرين، وكُلنَّا هُنا نُعمِّرُ أَكْثَرَ، لَوْلا بَنادِقُ
إنجلترا
والنَّبيذُ الفرنْسى والإنفلونزا، وكُنّا نَعيشُ كما يَنْبَغى أَنْ نَعيشَ بِرُفْقَة شَعْب الغَزال.
وَنَحْفَظُ تاريخَنا الشَّفَهِى، وَكُنَّا نُبَشِّرُكُمْ بالبَراءَةِ والأُقْحُوان، لكُمْ رَبُّكم ولنا ربَّنا، وَلَكُّم أَمْسُكُمْ ولنا أَمْسُنا، والزَّمان هُوَ النَّهرُ حينَ نُحدِّقُ فى النَّهرِ يَغْرَوْرَقُ الْوَقْتُ فينا
أَلا تَحفظون قليلاً من الشِّعرِ كى تُوقِفوا الَمْذبَحةْ ؟
أَلَمْ تولَدوا من نِساءٍ ؟
أَلَمْ تَرْضَعوا مِثْلنَا حَليبَ الحنين إِلى أُمَّهاتٍ؟
أَلَم تَرْتَدوا مِثلَنا أَجْنِحَةْ
لِتَلْتَحِقوا بِالسُّنونو. وكُنَّا نُبَشِّرُكُمْ بالرّبيعِ, فلا تَشْهَروا الأَسْلِحَةْ !
وفى وُسْعِنا أَن نَتَبَادَلَ بَعْضَ الْهَدايا وبَعْضَ الغِناء ...
هُنا كانَ شَعْبى هنا ماتَ شَعْبى هنا شَجَرُ
الكستَناء
يُخبُئ أَرْواحَ شَعْبى , سَيَرْجِعُ شَعْبى هَواءً وَضَوْءَاً وماء ,,,
خُذوا أَرْضَ أُمِّى بالسَّيفِ , لكنَّنى لَنْ أُوَقِّعَ باسْمى مُعاهَدَةَ الصُّلْحِ بَيْنَ الْقَتيلِ وقاتلِهِ, لَنْ أُوَقِّعَ باسْمى
على بَيْعِ شِبرٍ مِنَ الشَّوْكِ حَوْلَ حُقول الذُّرة وأَعْرِفُ أَنّى أُودِّعُ آخِرَ شَمْسٍ , وأَلْتَفُّ باسمى
وأَسْقُطُ فى النَّهرِ أَعْرِفُ أَعودُ إِلى قَلْبِ أُمِّى لِتَدْخُلَ , يا سَيَّدَ البِيضِ , عَصْركَ ...
فَارْفَعْ عَلى جُثَّتى
تَماثيلَ حُرّيةٍ لا تَرُدُّ التَّحِيَّةَ , واحفرْ صَليبَ الْحديد على ظِلِّى الْحَجَرِى ,
سَأَصْعَدُ عَمَّا قليلٍ أَعالى النَّشيد , نَشيد انْتحارِ الْجمَاعاتِ حِينَ تُشيَّعُ تاريخَها للْبَعيد , وَأُطلِقُ فيها عَصافيرَ أصواتِنا:
ههُنا انْتصَرَ الْغُرَباء على الْمِلحِ , وَاخْتَلَطَ الْبَحْرُ فى الْغَيْمِ , وَانْتَصَرَ الْغُرَباء على قِشْرَةِ الْقَمحِ فينا , وَمَدُّوا الأَنابيبَ لِلْبَرقِ والْكَهْرَباء ..
هُنا انْتَحَرَ الصَّقْرُ غَمَّا , هُنا انْتَصَرَ الْغُرَباء عَلَيْنا.
ولَم يَبْقَ شيءٌ لنا فى الزَّمانِ الجديد
هُنا تَتَبَخِّرُ أَجْسادُنا, غَيْمةً غَيْمةً , فى الفضاء. هُنا تَتَلأْلأُ أَرْواحُنا , نَجْمةً نَجْمةً , فى فضاءِ النَّشيد ...
( 6 ) ..
سَيَمضى زَمانٌ طَويلٌ لِيُصْبحَ حاضِرُنا ماضياً مثُلَنا ..
سنَمْضى إِلى حَتْفِنا , أَوَّلاً , سنُدفعُ عن شَجَرٍ نَرْتَديه ...
وَعَنْ جَرَسِ اللَّيلِ , عَنْ قَمَر , فَوْقَ أَكْواخنا نَشتْهيه
وَعَنْ طَيْشِ غزلانِنا سَنُدافعُ , عن طِينِ فَخْارِنا سَنُدافِعُ
وَعَن ريشنا فى جَناحِ الأَغانى الأَخيرةِ , عمَّا قَليل تُقِمونَ عَالَمَكُمْ فَوْقَ عَالَمِنا: مِنْ مَقابِرِنا تَفْتَحونَ الطَّريق
إِلى الْقَمَرِ الاصطناعى , هذا زَمانُ الصِّناعاتِ هذا زَمانُ المَعادِنِ , مِنْ قِطْعَةِ الفَحْمِ تَبْزُغُ شَمْبانيا الأقْوِياءْ.....
هُنالِكَ مَوْتى وَمُسْتوطَناتٌ , وَمَوْتى وبولدوزراتٌ , وَمَوْتى وَمُسْتَشْفَياتٌ , وَمَوْتى وَشَاشاتُ رادار تَرْصُدُ مَوتى
يَموتون أَكْثَرَ مِنْ مَرَةٍ فى الْحياة , وَ تَرْصُدُ مَوتى
يَعيشونَ بَعْدَ الْمَماتِ , وَمَوْتى يُرَبُّونَ وَحْشَ الْحضاراتِ مَوْتاً ,
وَمَوْتى يَموتونَ كَى يَحْمِلوا الأَرْضَ فَوْقَ الرُّفات ....
إلى أَيْنَ يَا سَيِّد البِيض , تأَخُذُ شَعْبى ,..
وَشَعْبَك؟
إلى أَى هَاوِيَةٍ يَأَخُذُ الأَرضَ هذا الرَوبوتُ الْمُدجَّجُ بَالطَّائِرات
وَحَامِلَهِ الطَّائراتِ إلى أَى هاويةٍ رَحْبَةَ تَصْعَدون ؟
لَكُم ما تَشاءونَ: رُوما الجديدةُ , إِسْبَارْطةُ التكنولوجيا
و... أَيديولوجيا الجنون
ونَحنُ سَنَهْرُبُ مِنْ زَمَنِ لَمْ نُهَيِّئ لَهُ , بَعْدُ هاجِسنَا
سَنَمضى إلى وَطَنِ الطَّيْرِ سِرْباً من الْبْشَرِ السَّابقين نُطِلُّ على أَرضِنا مِنْ حَصى أَرضِنا ، مِنْ ثُقوبِ الْغُيوم
نُطِلُّ على أَرضِنا مِنْ كَلامِ النُّجُومِ
نُطِلُّ على أَرضِنا مِنْ هَواءِ الْبُحَيْراتِ ، مِنْ زَغَبِ الذُّرَةِ الْهَشِّ , مِن زَهْرَةَ القَبْرِ , من وَرَقِ الحُورِ، من كُلَّ شيء يُحاصِرُكم، أَيُّها البِيضُ، مَوْتى يَموتونَ، مَوْتى يَعيشون، مَوْتى يَعودونَ، مَوْتى يَبوحونَ بالسِّرِ، فَلْتُمْهِلوا الأَرْضَ حتى تَقولَ الحَقيقَة , كُلَّ الحَقيقة ,
عَنكم
وعنَّا
وعنَّا
وعنكم !
( 7 ) ...
هُنالِك مَوتى ينَامونَ فى غُرَفٍ سَوفَ تَبْنونَها ..
هُنالِك مَوتى يَزورونَ ماضيَهُمْ فى المَكانِ الَّذى تَهْدمون
هُنالِك مَوتى يَمُرُّونَ فَوقَ الجسور الَّتى سَوف تَبْنونَها
هُنالِك مَوتى يُضيؤنَ لَيْلَ الفَراشاتِ , مَوْتى يَجيئونَ فَجْراً لكى يَشْرَبُوا شايَهُمْ مَعَكُم , هادئِين
كما تَرَكَتْهُمْ بَنادِقُكُمْ , فاتركوا يا ضُيوفَ المَكان
مَقاعدَ خالِيَةٍ لِلْمُضيفينَ .. كى يَقْرؤوا
عليكُمْ شُروطَ السَّلامِ مَعَ ... الْمَيِّتين !
(من ديوان ... " أحد عشر كوكباً " 1992 )
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
جدارية
روحانيات: عزرائيل : قابض الروح
عزرائيل : قابض الروح
الصباح تنشر "أحد عشر كوكبًا" للراحل محمود درويش في ذكرى سقوط الأندلس
ريهام عبد العزيز : حالة تنصر تافهة يطنطن بها القساوسة / د. إبراهيم عوض
أبلغ عن إشهار غير لائق