أكد الكاتب والسيناريست بلال فضل رفضه الشديد لاقتراح حل جهاز أمن الدولة، وأكد فضل أن حل هذا الجهاز سيسبب كوارث، وسينتج عددا كبيرا من القتلة ربما لن نستطيع حصرهم، أو القبض عليهم، وسيثيرون الذعر الشديد فى أرجاء مصر. وأكد فضل خلال الحوار المفتوح الذى أقامته دار الشروق أمس الأربعاء بمكتبة الشروق بالزمالك على أن القوات المسلحة لعبت دورا كبيرا فى حسم الثورة لصالح الثوار والشعب، وتابع فضل: "طلب المجلس الأعلى للقوات المسلحة ألا نقول ذلك خلال لقائنا معه، لكنى سأعلنه من منطلق أهمية نشر الطمأنينة بين الناس، وهو أن حسنى مبارك لم يتخل عن رئاسة الجمهورية، بل تم إجباره على التخلى عن منصبه، وهو ما يؤكد أن دور الجيش كان أكبر مما نتصور، ولولا هذا الدور، كنا دخلنا فى النفق الليبى الذى يعيش فيه الشعب الليبى حاليا". وتابع فضل: "الطلعة الجوية التى حدثت يوم التنحى، وأرعبت الناس، لم يكن الهدف منها كما ظن الكثيرون لإرهاب الناس، أو لوجود إنشقاق فى الجيش، وإنما كانت لتوصيل رسالة للرئيس مبارك أن الوقت قد انتهى"، مضيفا: "هناك كتلة صامتة فى الوطن وهى الجيش، لم تزل قادرة على تحقيق نوع من أنواع التماسك، ولحسن الحظ أننا لسنا البلاد فى أمريكا اللاتينية التى حدثت بها الثورات، وفقدت تماسكها، فهناك تحول ضباط أمن الدولة بها إلى قتلة بالأجر، وغرقوا جميعا فى بحار دموية، وأنا أرى أن من يخطأ فى الجيش المصرى لا يجب أن نثق فيه، وإذا كان حسن النية، فهذا أخطر، وإذا كانت هناك تحفظات على الجيش، لكن يجب أن نثق فيه". وأوضح فضل أن هناك ملابسات كثيرة لم تزل غير مكشوفة فى أمر تخلى مبارك، ومنها مثلا أنه ربما يكون قد حصل على وعد بعدم محاكمته، لكن هذا يظل غير مؤكد، مشيرا إلى أن الثورة لم تقم من أجل إسقاط أشخاص، وإنما من أجل إسقاط نظام. وقال فضل: "هناك حل عبقرى جدا لموضوع أمن الدولة، وهو الإشراف القضائى على جهاز أمن الدولة، وهو الحل الذى سيلقى ترحيبا من الجيش، ولن يستطع فرد فى هذا الجهاز على الاعتراض، لأن الإشراف القضائى على هذا الجهاز يعنى أيضا عدم اتخاذه لأى إجراء مثل التصنت على هاتف، أو اعتقال شخص، إلا بمذكرة قضائية، وإلزامه بالقانون". ولفت فضل النظر إلى المطالبات برحيل أحمد شفيق، مؤكدا على أن المنطق يقول إن من حق الثوار اعتذار شفيق لهم عما قاله، ولابد أن يقول إن علاقته الإنسانية بمبارك شىء، وانحيازه للشعب المصرى شىء آخر، واعترافه بدم الشهداء، وأضاف فضل: "لكن للأسف فاتت الأيام، ولم أعد أستطع أن أثق فى منصب رئيس الوزراء، لا يعرف قيمة هذا المنصب، ولا يعرف قيمة مصر، عندما استخدم طريقة "مبارك بالكربون" عندما فضح مرتب محمود سعد ووجه له ضربة قاصمة، على الهواء، منتقما منه بشكل شخصى. وقال فضل: "شفيق هو صديق عمر مبارك، وهو من ولاه منصبه، فكيف بعد ذلك سيرد حقوق الدولة، ويقتص لها من مبارك، ويعيد لنا ثرواتنا المنهوبة، وكذلك حقوق الشهداء"، مضيفا: "رحيل شفيق مضمون، وكذلك السيطرة على جهاز أمن الدولة بفكرة وجود الشارع الذى لا يجب أن نتركه لتيار سياسى معين، أو أشخاص معينين، لذلك أطلب منكم أن تنزلوا الشارع إذا استطعتم يوم الجمعة". وحذر بلال فضل من المطالبات الكثيرة بإزاحة الكثير من الأسماء التى لا يختلف عليها الناس، مثل المطالبات بإقالة النائب العام، مؤكدا على أن القضية ليست المستشار عبد المجيد محمود، وإنما عدم عسكرة الحياة المدنية، وكذلك إستقلال القضاء. وقال فضل: "ليس معنى أن النائب العام كان موجود أيام مبارك أن نطالب الآن بإزاحته، فهو رجل محترم، وشريف، وماهر فى مهنته، وعمل فقط فى غطاء سياسى فاسد"، مؤكدا على أن استقلال القضاء هو الذى يطلب أى نائب عام. وأكد فضل على أن القوات المسلحة لن تستجيب لفكرة المجلس الرئاسى، مشيرا إلى أنهم أكدوا ذلك فى لقائهم بالبرادعى أمس، وقال فضل: "الجيش استجاب بالفعل لمطلب تقديم الانتخابات الرئاسية على الانتخابات البرلمانية، وهناك خطورة شديدة على الأمن القومى على الحدود المصرية متوترة من كل جهاتها، وكذلك من الداخل من أذناب النظام. وقال فضل: "هل يوجد جيش فى العالم كله يقول عقب ما حدث الجمعة الماضية نعتذر ورصيدكم لديكم يسمح"، هذا الموقف يؤكد على تعاون القوات المسلحة، وموقفهم المشرف، وعندما أبلغتهم بوجود معتقلين فى سجون للداخلية فى الوادى الجديد، عادوا واتصلوا بى، وأخبرونى أنهم لا يعرفون كل سجون الداخلية، خصوصا أنها كانت لها سجون سرية، وطلبت منى القوات المسلحة تحديد أماكن هذه السجون، من أجل مداهمتها من وراء الداخلية، هل تتخيلون أن ضباط أمن الدولة كانوا يتجسسون على القوات المسلحة، ويخبئون السجون عن الدولة، مضيفا: "كان هناك ضباط أمن دولة يلازمون القوات المسلحة فى ميدان التحرير، ويحشدونهم ضد الثوار، لذلك نحن نرغب فى الحفاظ على العلاقة مع القوات المسلحة، لأنها الضمانة لأستمرار الثورة". وتابع فضل: "لم يخدم أحد أمريكا وإسرائيل مثلما فعل حسنى مبارك، فهل يعقل أن تكون أمريكا أو إسرائيل هى المدبر للثورات فى مصر وغيرها من البلاد العربية"، وأضاف فضل: "من حسن حظ مصر، حدوث انشقاق بين قادة الجيش وبين حسنى مبارك، بعد حدوث تطاول من السيدة سوزان مبارك على الجيش، ولإصرارها على موقف التوريث، ولو كان التوافق استمر بين مبارك والجيش كانت الثورة انتهت فى ساعتين". وقال فضل: "وثائق ويكليكس التى ترجمتها نوارة نجم"، تقول إن هناك موقفا أمريكيا من قيادات الجيش المصرى، حتى أن هذه الوثائق تقول أن طنطاوى عندما يستمع لأمر لا يرضيه يتعلل بعدم فهم الترجمة، وكذلك فى إحدى الاجتماعات التى حدثت بين قادة الجيش ومارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية فى مصر، هددتهم بسحب المعونة الأمريكية طالما أن الطلبات الأمريكية لا يتم تنفيذها، فردوا عليها: "لا نمانع بسحب المعونة الأمريكية، وهناك مشروعات تعاون عسكرية مع إيران وتركيا سوف نقوم بدراستها".