اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تشكيل حزب "الوسط" السياسى بعد 15 عاماً من محاولات فاشلة لتأسيسه أول خطوة حقيقية نحو تحويل دفة البلاد نحو ديمقراطية فعلية، وقالت إن تشكيله يعد تراجعاً عن فكرة الحزب الواحد المهيمن، والذى كان فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، متمثلا فى الحزب الوطنى. ومضت تقول إن الحزب الوطنى كان الحزب السياسى الوحيد الذى يتمتع بالسلطة والنفوذ والامتيازات، أما الأحزاب الأخرى فكانت تخضع لرقابة صارمة أو حتى تمنع. ولكن على ما يبدو هزت قوة الثورة المصرية الزلزالية النعاس والجمود الذى طالما انغمس فيه المصريون على مدار سنوات، فالمكاتب التى اعتاد عليها المسئولون "النيام" على قضاء فترة الظهيرة وحدهم عادت لتعج بها الحياة برنين الهواتف المحمولة الذى لا يتوقف، وتدفق المواطنين المتحمسين الذين لا يتوقفون عن مناقشة الأيديولوجيات المختلقة. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن حزب "الوسط" انتظر 15 عاماً وشهر وتسعة أيام للحصول على إذن بالعمل، وهو حزب أنشأته مجموعة من المنشقين من جماعة الإخوان المسلمين بهدف الترويج لنهج إسلامى أكثر تسامحا واعتدالا، وكان سلاحه الوحيد موقعاً إلكترونياً، وعلاقات تشكلت خلال أعوام مضت فى القمع وتخللتها رغبة بإحلال الديمقراطية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن طارق الملط، وهو أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب قوله، إن "الوسط" ينبغى أن يفكر فى كيفية التنظيم والعمل، قبل أن يفكر فى كسب المقاعد فى البرلمان.