ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أنه فى الوقت الذى بدأت فيه الحكومة الليبية تبنى نفس نهج الحكومة المصرية السابقة فى قطع الإنترنت فى محاولة يائسة لتقليل حجم المظاهرات التى تمكنت فى نهاية المطاف من العصف بها، تبين أن هذا النهج دفع المزيد من المصريين إلى النزول إلى الشوارع، بل ووحد صفوفهم ضد النظام. وقالت الصحيفة الأمريكية إن التاريخ الذى يتذكره الكثير من الشباب المصرى ليس اليوم الأول للمظاهرات فى ال25 من يناير، وإنما بعدها بثلاثة أيام، فى 28 يناير، ذلك اليوم الذى قطعت فيه حكومة مبارك الإنترنت وأغلقت الشبكة العنكبوتية على المصريين أجمعهم، حينها اكتشف بعضهم حقيقتين متناقضتين ولكن متوافقتين. الأولى تقول إن الشارع لا يزال يتمتع بالقوة والتأثير حتى مع فصل موقع "تويتر"، والثانية إن الإنترنت بات جزءا لا يتجزأ من المجتمع حتى أنه أصبح من غير المعقول أن ينظر فى أمر أن يكفل الدستور حق حرية الدخول إليه. "شعرت وكأننا نعود بالزمن إلى الوراء، ولكن فى عالم اليوم" هكذا أكد أحمد جبر، طالب فى كلية الطب، ومدير تحرير مدونة "سوالف دوت نت"، للتكنولوجيا، فى رسالة إلكترونية بعث بها إلى الجريدة الأمريكية. وشملت رسالته جدول زمنى مفصل يبين انقطاع خدمات الاتصال خلال المظاهرات، ومتى أصبحت خدمة "تويتر" و"الفيس بوك" متقطعة، ومتى انقطعت خدمة الرسائل النصية. وكان وصفه ل28 يناير "مصر الآن رسميا مغلقة". ورأت "نيويورك تايمز" أن حجب الإنترنت فشل فشلا ذريعا فى وقف الزخم الذى حظت به المظاهرات، فضلا عن أنه عكس أهميته فى حياة المصريين وكيف أنه لا يمكن الاستغناء عنه. وقال معظم الشباب إن حجب الحكومة للإنترنت كان أكبر تذكرة على عدم حريتهم، وكيف أنهم ليسوا جزءا من العالم الخارجى الذى يعرفونه خير معرفة بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت. ونقلت "نيويورك تايمز" عن رامز محمد، البالغ من العمر 26 عاما ويعمل فى مجال الاتصالات، قوله "حقيقة الأمر، أنا لم أشارك فى مظاهرات 25 يناير، ولكن حجب المواقع الإلكترونية ووقف الاتصالات فى 28 يناير، كان أحد أهم الأسباب التى دفعتنى ودفعت الكثيرين إلى النزول إلى الشوارع". ومضى يقول "كانت المرة الأولى التى أشعر فيها بأننى معاق إلكترونيا، تخيل وجودك بالمنزل دون أى اتصال بالعالم الخارجى، وأخذت قرارى بأن ما يحدث لا يعقل فنحن لسنا خراف فى قطيع، لذا نزلت واشتركت فى المظاهرات".