يافندم دول شوية عيال وهايتلموا فى ساعتين.. الوضع تحت السيطرة اطمئن سيادتك .. اتفضل يافندم ..يضع سماعه الهاتف .يستدعى مساعده الأهم وعلى الفور يوبخه على ماألت اليه الأحوال .. بتصل بمساعديه الآخرين يصرخ فيهم طالبا ومصدرا قراراته وتوجيهاته بالعمل على وئد تلك الجماهيرفى الميدان بأى شكل ..بأى ثمن ..قنابل ..رصاص ..خطف ..مش عايز القى حد فى الميدان ..كفايه اللى سمعته م القياده . يجلس كئيبا مكتئبا ما الذى حدث؟..اهى ثورة ؟! كيف تقوم ثورة فى عهده ؟ لأول مره يشعر بخوف . كان هناك اطمئنان تام فهى لا تعدو سوى مجرد وقفة أو تظاهرة اعتاد عليها وسيسيطر عليها كالعادة ويحتويها وسيأخذ بالطبع المديح من القيادة على حفظه للأمن وعدم الخروج على الشرعيه ولن يتم الأستغناء عنه ابدا ..لكن ما الذى يجرى ؟ ماذا سيقول عنه الرئيس الآن بعد أن طمئنه على البلد فى عيد الشرطة وتمازح معه وضحكا ..أيصبح وزيرا سابقا ؟ أيخرج بعد هذا الجهد فى التضييق على كل من به شبهه سياسية ولو بسيطة؟ لقد سجن الكثيرين لمصلحة البلد من كل الأطياف الدينية والسياسية أبقاهم بين الجدران حتى ولو حكمت المحكمة بالبراءة يعتقلهم ..ما الجديد ؟ من اين أتى كل هؤلاء وجهازه المسيطر على كل من يعارض يعرفهم ؟!..لا .. لن ينهزم ابدا..امر بتعزيزات اكثر ..اسلحه .. قنابل .. ذخيره ..المهم ان تنتهى تلك المظاهره الملعونه بأسرع وقت.. وجلس ينتظر ..اشارات لاسكيه من مساعديه بأن لا قدره لديهم على التعامل مع كل هذه الأعداد فلقد حاولوا وامطروهم بالقنابل ..القوا علي المتظاهرين الرصاص المطاطى حتى نفذ ..وبدأ البعض فى التعامل بالرصاص الحى.. الجنود متعبين .. الضباط لايريدون مواجهات فالغلبه ستكون لتلك الجماهير . الروح المعنويه اصبحت غير موجوده...هناك ضباط ماتوا .. المواجهات شرسه ..لم يعد هناك خوف.. سياراتنا تحترق ..الجنود يهرولون .. الضباط انسحبوا ..ويرد : اضرب بالرصاص الحى .. يرد المساعد : اسف يافندم ..ينقطع الأتصال .. يشاهد من مكتبه عبر الكاميرات الأمنيه وشاشات التلفاز الكر والفر والجموع الزاحفه المسيطرة .. يرن الهاتف ..هى الرئاسه : يافندم .... على الجهه الأخرى: اسمع بدون ماتتكلم انا امرت الجيش بالنزول ..فى تلك اللحظه شعر انه لم يعد له قيمه فرد مستجمعا اخر مافيه من شجاعه : خلاص يافندم الجيش يشيل ..الصمت .. المشاهد تتوالى ..يتصل بالمساعدين يبلغهم بالانسحاب .. يحادث مجهولين سريعا وبكلمات مقتضبه من هاتف خاص ..ساعات وتدب الفوضى فى انحاء البلاد ..سرقات ..اعتداءات على المساكن .. ولا شرطى واحد فلقد اشتعلت النار فى الأقسام والمراكز.. ابنيه الحزب تشتعل .. الكل يبحث عن الشرطه .. لا احد .. تخور قواه .. معلومات تأتيه بأن المتظاهرين يقتربون من الوزاره ..لم يعد يعلم اهذا نهار ام ليل .. حلما ام حقيقه.. بدأ يجمع بعضا من شتات نفسه .. حرص على تأمين مستندات وتسجيلات تدين الجميع .. كل شئ فى مأمن ..لن يكون كبش فداء .. لن يقدر عليه احد .. يسمع صوت خطوات تقترب ..هم بمناده الحرس لمعرفه تلك الجلبه فى الخارج ..لحظه ورأى من يدخل عليه امرا اياه بالهدوء ..مكانك يافندم ..حضرتك متحفظ عليك ..حاول ان يتكلم..ضاعت كلماته ..ابتلعها الصمت..