في إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال72، المنعقدة حاليا فى نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، عقد وزير الخارجية سامح شكرى جلسة مباحثات مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبى، فيدريكا موجيرينى، تناولا خلالها سبل تعميق العلاقات المصرية الأوروبية، بما فى ذلك ضرورة العمل على تنفيذ ما تضمنته وثيقة أولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجالات التعاون الثنائى، وإنهاء التفاوض على إطار الدعم الموحد للبرنامج المالى للفترة 2017/ 2020. وفى هذا السياق، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن "شكرى" أعرب خلال اللقاء عن الاهتمام بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى فى موضوعات الهجرة، مع أهمية التركيز على الأبعاد التنموية والأسباب الجذرية لظاهرة الهجرة غير النظامية، بوصفها الضمانة الحقيقية لإيجاد حل مستدام لهذه الظاهرة، مبرزا فى هذا الصدد الجهود الضخمة التى تقوم بها مصر فيما يتعلق بضبط وإدارة الحدود والأعباء المترتبة على استقبال وإعالة اللاجئين والمهاجرين فى مصر. وأكد "شكرى" و"موجيرينى" خلال اللقاء، محورية قمة "أبيدجان" المنتظر عقدها فى نوفمبر المقبل، والتى تأتى عقب مرور عشر سنوات على الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وأفريقيا، وترحيب مصر بجعل "الشباب" موضوعا رئيسيا لها؛ وتطلُع القاهرة للتعاون المُشترك والبنّاء مع الاتحاد الأوروبى لضمان خروجها بإطار عمل مُحدّث، يكفُل تحقيق الاستقرار والرخاء لشعوب القارة، وأن تُسهم أيضا فى تحقيق نقلة نوعية فيما يتعلق بشكل ومُستوى الحوار وأُطر التعاون بين الاتحاد الأوروبى وأفريقيا. وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن المباحثات تناولت بشكل مفصل عددا من الملفات الإقليمية، إذ استعرض وزير الخارجية الجهود التى تبذلها مصر لتقريب مواقف الأطراف الليبية المختلفة، والنتائج الإيجابية التى أسفرت عنها اجتماعات العسكريين الليبيين فى القاهرة مؤخرا، بدعوة من اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة الملف الليبى برئاسة الفريق محمود حجازى رئيس أركان القوات المسلحة، مشيرا إلى أن جهود توحيد الجيش الوطنى الليبى هدف أسمى يسعى الجميع لتحقيقه، لتوحيد جهود استعادة الاستقرار لليبيا والقضاء على الإرهاب. وفيما يتعلق بالأوضاع فى سوريا، ذكر المتحدث باسم الخارجية أن كلا من "شكرى" و"موجيرينى" تبادلا التقييم بشأن اجتماع الدول متشابهة الفكر، الذى عُقد فى نيويورك مساء أمس الاثنين، بناء على دعوة وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية ريكس تيلرسون، كما حرص وزير الخارجية سامح شكرى على استعراض جهود مصر فى رعاية اتفاقات تخفيف حدة التصعيد بالغوطة الشرقية وشمال حمص، مشيرا إلى أهمية أن تتركز الجهود الدولية حاليا على إعادة إطلاق المفاوضات السياسية فى جنيف، والعمل على توحيد مواقف المعارضة، منوها بالجهد المشترك الذى تقوم به مصر والسعودية فى هذا المجال. وفِى سيقا متصل، استعرضت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى، أهداف الاجتماع رفيع المستوى الذى دعت مفوضية الاتحاد الأوروبى إلى عقده فى نيويورك يوم 21 سبتمبر الجارى، مشيرة إلى أن الهدف منه هو إضافة البعد الاقتصادى للجهود الدولية المعنية بالتعامل مع الأزمة السورية، باعتبار أن مسار جنيف يتعامل مع الشق السياسى ومسار "آستانة" يتعامل مع الشق العسكرى الأمنى. واختتم "أبو زيد" تصريحاته، مشيرا إلى أن اللقاء تناول أيضا الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتعامل مع الأوضاع فى قطاع غزة، وتطورات أزمة قطر والوضع فى العراق.
