اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعليق على قرار محكمة أمن الدولة العليا بإعدام حمام الكمونى، المتهم الأول فى مذبحة نجع حمادى التى أسفرت عن مقتل ستة مسيحيين وشرطى مسلم العام الماضى أثناء الاحتفال بقداس عيد الميلاد المجيد فى إحدى الكنائس، وذهبت إلى أن هذا القرار هدفه تهدئة وإرضاء المجتمع المسيحى الغاضب، والذى تعرض مؤخرا لهجوم دموى اهتزت له جميع أرجاء المجتمع المصرى. ومضت الصحيفة الأمريكية تقول فى تقريرها الذى أعدته منى النجار، إن هذا الحكم يتزامن مع تنامى شعور أقباط مصر بالخوف والغضب بعد حادث تفجير كنيسة "القديسين" بالإسكندرية فى مستهل الشهر الجارى أثناء الاحتفال بعيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هذا الحادث أثار غضب آلاف الأقباط ودفعهم إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج والتظاهر وانتقاد الحكومة لإخفاقها فى حمايتهم وفشلها فى تحديد مرتكبى الجرائم التى تقع ضدهم وتوجيه التهم إليهم، مثلما كان الحال فى واقعة نجع حمادى. ووجهت محكمة أمن الدولة العليا تهمة قتل سبعة أشخاص ومحاولة قتل تسعة آخرين أصيبوا فى الحادث. وقالت "نيويورك تايمز" إن عنصرى الأمة المسلمين والمسيحيين لطالما جمع بينهم تاريخ طويل من التعايش السلمى والشعور العميق بالوحدة الوطنية التى تربطهم معا، ولكن مع تنامى مد المحافظة الإسلامية فى مصر وفى أماكن متفرقة من المنطقة، توترت العلاقات بينهما، مما أدى إلى اندلاع موجات متفرقة من العنف. كما علقت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية أن حكم إعدام الكمونى يأتى فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة المصرية جاهدة لاحتواء غضب المسيحيين بعد التفجيرات الانتحارية التى ألمت بكنيسة القديسين بالإسكندرية، والتى استشهد على إثرها عشرات الأقباط. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن أعمال العنف هذه تزيد المخاوف بشأن تعميق الانقسام بين مسيحى ومسلمى تلك الدولة التى تعانى الإحباط بسبب الفساد الحكومى وغياب الإصلاح الديمقراطى. وتقول الأسوشيتدبرس إن تفجيرات الإسكندرية فتحت من جديد الجروح القديمة داخل الأقباط الذين يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية داخل موطنهم، وما زاد من غضبهم ذلك الحادث الذى قتل على إثره عجوز (71 عاما) وأصيب خمسة آخرون بعد صعود رجل شرطة إلى القطار بمحطة سملوط بالمنيا ليطلق النار على ستة من الأقباط. وفى استجابة مستترة لشكاوى المسيحيين من النظام القضائى، دعا الرئيس مبارك كبار القضاة إلى تسريع المحاكمات، مشيرا إلى أن العدالة البطيئة تولد المرارة.