قال اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى ،أن الإتقان من أسس نجاح العمل في الإسلام ، فهو مستمد من بديع صنع الله (عز وجل) مستشهدًا بقوله تعالى : (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، فالحق سبحانه وتعالى أعطانا المثل للإتقان في خلق الإنسان والكائنات ، فما علينا إلا أن نربط بين العبادة والعمل والإتقان والإخلاص. وأكد فى كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، مساء أمس الجمعة ، بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : ”إتقان العمل“، أن مصر تمتلك المقومات في مواجهة التحديات ، وهذا واقع وحقيقة ملموسة ، فلابد أن يتعلم المصريون من ماضيهم ليأخذوا العبرة ويتزودوا لحاضرهم ومستقبلهم ، فبعد نكسة عام 1967م استطاعت مصر إعادة بناء جيشها وتدريبه ، وخاضت معركة النصر التي كانت من أعظم انتصارات مصر على مدار تاريخها العريق ، نتيجة لتلاحم قوى الشعب مع الجيش، داعيا إلى تحمل المسئولية وانتظار الجزاء من الله تعالى ابتغاء مرضاته ، مشيرًا إلى أن الإتقان يجمع كل جوانب النجاح ، موضحًا أن القيادة السياسية تقود البلاد للنهوض من خلال رؤية متناغمة ومتكاملة بين الشعب وقيادته ، مشيرًا إلى أن الشباب هم أمل مصر . وتوجه لوزير الأوقاف ، مشيدًا بدور الوزارة الوطني والدعوي ، مثمنا جهد الوزير للارتقاء بالدعاة والنهوض بالمجتمع ، معربًا عن سعادته لوجوده بين الدعاة واصفًا إياهم بأنهم على مستوى المسئولية ، مؤكدًا أن عودة الملتقى بهذه الصورة رسالة أمن وأمان للعالم أجمع ، فمصر عائدة وبقوة إلى جميع مجالات الإتقان . وفى بداية كلمته رحب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بوزير الدولة للإنتاج الحربى اللواء محمد العصار ، واصفا إياه بأنه من أصحاب الحلول غير التقليدية في المواقف الصعبة ، مشيرًا إلى أن قواتنا المسلحة الباسلة مدرسة كبيرة في الوطنية والإتقان. كما أكد وزير الأوقاف أن الدولة كحكومة ومؤسسات تعمل كفريق عمل متجانس في ضوء ما نسميه عموم الفهم وخصوص التكاليف ، وأن الأعمال تسير بطريقة كبيرة من التلاحم والتعاون بين المؤسسات . وأضاف أن التنوع الثقافي والمعرفي مع التعريف العميق بمفاهيم الدين وتصحيحها كان الهدف من الملتقى من خلال التلاقي والتواصل الفكري بين المثقفين ورجال الدين ، مما يؤكد أن الدين ليس بمعزل عن الحياة ، فهناك قاسم مشترك نعمل من خلاله على بناء دولة قوية ، مؤكدًا أن الدولة الرشيدة هي صمام أمان للتدين الرشيد، وأن تدينًا رشيدًا واعيًا يسهم بقوة في بناء دولة ديمقراطية حديثة ، مشيدًا بدور التليفزيون المصري وشبكة إذاعة القرآن الكريم بالبث الحي المباشر لكثير من فاعليات الملتقى ، فهذا سبب أساس من أسباب النجاح ، فلا يمكن لأحد أن ينجح وحده . وحول إتقان العمل أوضح أن رمضان شهر المراقبة والإتقان ، والعمل لا يكون صالحا إلا إذا كان خالصا ومتقنا ، مشيرًا إلى أن الإسلام قد أوصى بإتقان العمل والإخلاص فيه ، مستشهدًا بقوله تعالى : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ، فالعمل لا يكون صالحا إلا بالإخلاص والإتقان ، كما أن العبادة تعلم الإخلاص ، فأركان الإسلام كالصلاة والصيام والحج قائمة على الإتقان ، فالذي لا يتقن عمله في الدنيا مضيع للأمانة . كما أشاد بدور القوات المسلحة في معارك الحرب والسلام على مدار تاريخها العريق. وفي ختام الملتقى أكد الدكتور عبد الله النجار ،عضو مجمع البحوث الاسلامية،على أهمية العمل والإتقان مستشهدًا بقوله تعالى : ( إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) ، وقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ) ، مؤكدًا أن جميع المصريين يفخرون بالمؤسسة العسكرية التي تتفانى في حماية الشعب المصري والدفاع عن أمنه واستقراره ، فجيش مصر على رؤوسنا ونفخر بكل رجالاته وقياداته ، لما لهم من منزلة في قلوب جميع المصريين ، داعيا الله (عز وجل) أن يحفظ مصر وقيادتها وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء .
