أنا ابن عم إسماعيل يس

تأثرت حينما قرأت عنه فى إحدى الصحف المصرية التى تحدثت عنه فى خبر أتبعته بصورته بجوار مصدر رزقه الوحيد والكبير (عربة الترمس) خاصته تلك التى يعتمد عليها فى حياته المعيشية ويتوكأ عليها فقط فى شيبته التى تخطت نصف العقد الثامن من عمره.
اسمه (محمود يس) رجل بسيط ترى فى ملامح وجهه الكثير والكثير، إن كنت من هواة التفرس فى الوجوه ويعتلى وجهه ابتسامة أمل كبيرة للغاية، وكأن الحياة مملكته وهو يقف أمام تلك العربة البسيطة يبيع (ترمس) وهو يردد دوماً لزبائنه مشترى (الترمس) أنه قريب من الفنان المصرى الرائع الراحل (إسماعيل يس) درجة قرابة كبيرة للغاية، يقول إنه ابن عمه، وهو ما أثار تعجب الكثير من الزبائن ظناً منه أنها طريقة جديدة للدعايا لذلك المنتج المصرى البسيط، وجذباً منه لعدد أكبر من المشترين البسطاء وهواة البساطة ويقول إن عائلة إسماعيل يس مقسمة، لقسمين أحدهما فى السويس والآخر فى الفيوم مسقط رأس عم محمود الذى لا يكف عن سرد الحكايا والأخبار من حياة النجم الراحل المحبوب ليثبت للزبائن صدق كلامه معتمدا فقط على تلك الحكايات غير المؤكدة المصدر وغير ذلك من تقليد لحركاته والكلام بطريقته الفكاهية المعهودة بجوار عربة الترمس خاصته فى حى (الدرب الأحمر) بالقاهرة يتمنى ويطمح بعد هذا العمر بطموح كبير للغاية، يحلم بأن يعمل فى (التليفزيون) استناداً على (موهبته) التى يرى أنها كبيرة وتحتاج إلى من يقدرها أو حتى يكون قريباً من ذلك الجهاز العظيم حتى وإن كانت مهنته فى التليفزيون هى (فرد أمن) فهو يرى فى ذلك أسمى أمانى حياته الصعبة للغاية وهو يقول هذا واقفاً على قدمين منهكتين بجسد نحيل ونظارة قديمة يرى بها حياته كما نتمنى أن نراها نحن مثله بذلك الطموح اللامتناهى والرضا بما قسمه الله وهو يكررها كل مرة أمام الزبائن مقرناً إياها بطريقته الفكاهية (أنا ابن عم إسماعيل يس).