وها قد فعلها الفراعنة أبطال المنتخب الوطنى لكرة القدم وفازوا على المنتخب المغربى ،بعد واحد وثلاثين عاما ً وتحديداً يوم 17 مارس 1986 وهو الفوز الأخير على المغرب الشقيق بنتيجة 1/ صفر، يذكرنى هذ الفوز بعام 1959 وذلك بعد فوزنا على الكاميرون بضربات الترجيح 5 / 4 . تلك البطولة التى كانت مهددة بالإلغاء تماما ً بسبب ما شهدته مصر من أحداث تمرد جنود الأمن المركزى يوم 25 فبراير، وفرض حظر التجوال بطول مصر وعرضها وكانت تخوفات وتهديدات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم ( الكاف) مع ما تشهده مصر من أحداث لا يعلم أحد نتائجها. ولكن كانت كلمه السر وصمام أمان المصريين آنذاك وإلى الآن لقد كان نزول الجيش للشارع سيمفونية جميلة عرف الجيش كيف يعزفها ويتعامل مع الشعب دون قسوة أو عنف ويحفظ لمصر أمنها وسلامها وتقام البطولة على أرض مصر يوم 7 مارس بعد أيام قليلة مما شهدته البلاد من أحداث وتداعيات أمنية وحظر تجوال وتتنهى البطولة بسلام بفوز مصر بها يوم 21 مارس وربما كانت مصادفة أكثر من رائعة، فكانت إهداء من لاعبى منتخب مصر لبلدهم وأهلهم يوم عيد الأم ليفخر المصريون وقتها بمنتخبهم كما فخروا وشعروا بعظمة وقوة جيشهم فى حفظ أمن وأمان البلاد.
ربما كنت وقتها صبيا ً فى المرحلة الإعدادية، لم يتخط عمرى الاثنى عشر عاما فتفتحت عيناى أنا وجيلى على تلك الفرحة الغالية بمنتخبنا الوطنى وإدراكنا ونحن صبيةٍ صغار أن لمصر جيش قوى عظيم مهاب كما عزف سيمفونية نصر أكتوبر1973 كان لمصر السند فشاهدنا جنوده ودباباته وسطنا تحمى وتنظم كل أمور البلاد وفى أيام قليلة وسريعا ً عادت الحياة لطبيعتها فى كل محافظات وربوع مصر المحروسة.
وتمر السنون لم نكن نعرف فيها من أحداث وانفعالات وطنية تجمعنا إلا مباريات كرة القدم وعلى استيحاء بعد الألعاب الأخرى.
ويشاء القدر أن تشهد مصر تداعيات وأحداث ثورة يناير 2011 ليتجدد أمامنا مشهد عاصرناه ربما على نطاق محدود عام 1986 بعد خمسة وعشرين عاما ً بالتحديد نرى بواسل الجيش المصرى تحمى ربوع مصر فى الداخل والخارج طيلة تلك الفترة الحرجة، وكم من أزمة مرت وما زالت تمر علينا لنرى جيشنا العظيم وسطنا يسد الفجوات ويحل الأزمات فى كل القطاعات فهو جزء أصيل وغالى من تركيبة تلك الأمة تستدعيه دائما ً وقت الأزمات ليلبى النداء بكل بسالة وشجاعة وقوة.
وقبل أن يتبادر لذهن البعض أكاذيب الآخرين فكل جيوش العالم وعلى رأسها الدول الكبرى لها أدوار متعددة فى الحياة المدنية وقت الأزمات فهى ليست بدعة مصرية كما حاول البعض أن يصورها لنا بمصطلحات بغيضة.
ربما أعادت لنا تلك المباراة أحداثاً تذكرنا وتنبهنا وتضعنا جميعا فى موضع المسئولية والإدراك والفهم الجيد أن الوطنية جيش وشعب ومنتخب وكل من يحمل اسم وعلم مصر فى كل قطاع أو مجال . اطمئنوا يا أعزائى فالقادم أفضل بكثير..... لأنها مصر، نيلها اللى بيطلع فى الصورة بعلامة النصر و تحيا مصر بكل ولادها .....