ما بين عيدية الأب، التى حصل عليها فى طفولته، وعيدية ابنه اليوم، فرق شاسع، فقديما كان يحصل الأب على عيديه جنيه على شكل أوراق كثيرة فئة الخمس والعشرة قروش والربع جنيه والنصف جنيه، واليوم يحصل الابن على عشرة جنيهات ورقة واحدة أو ورقتين. يقول خالد كمال حسن (محاسب): أكبر عيدية حصلت عليها كانت قبل دخولى الجامعة، وكانت عشرة جنيهات، وقد كانت عيدية أبى وبعض الأقارب تضم فئات ورقية عديدة اختفى أغلبها اليوم أو لم يعد لها قيمة الآن، خاصة بعد استبدال العملات الورقية بالمعدنية. ويضيف: اليوم أعطى أبنائى عيدية ورقة واحدة فئة خمسة جنيهات كل يوم، مع تذمر ورفض من الجميع، فأحاول زيادتها بعدد آخر من العملات المعدنية، ولكنها تلقى نفس الرفض لارتباط العيدية بالعملة الورقية الجديدة. ويعترف خالد أن إلغاء العملات الورقية أضاف عليه عبئا ثقيلا، مشيرا إلى أنه كان معتادا على استبدال مبلغ 200 جنيه من البنك بأوراق جديدة فئة الربع والنصف والجنيه، فيعطى الأطفال من أسرته وأبناء أصدقائه عيدية 10 جنيهات من فئات ورقية عديدة، يفرح بها الطفل ويشعر أن معه مبلغا ماليا كبيرا. وبعد ندرة العملات الورقية الصغيرة أصبحت أقل عيدية 15 جنيها على ثلاث ورقات "فئة الخمس جنيهات" مع إحراج شديد منه وتذمر من الطفل أيضا، ولم تعد 200 جنيه تكفى أحدا. ويرى أحمد سعيد حسن (موظف) أن ندرة العملات الورقية فئة الجنيه والنصف جنيه رفع ميزانية العيدية لدى أغلب الأسر المصرية إلى الضعف تقريبا، فخمسون جنيها كانت تكفى لإرضاء أطفال العائلة كلها، ولكن اليوم 100 جنيه عيدية لا تكفى بل تفتح عليك أبواب جهنم عندما تعطى ابن أخيك أكثر من ابن أخى مراتك مثلا. ويتغلب محمد عبد الله (عامل فى سوبر ماركت) على ميزانية العيدية التى ارتفعت بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بأن يطلق مبدأ وهو: العيد الكبير عيد اللحمة وليس به عيدية، وفى العيد الصغير (الفطر) اتفق مع أغلب أفراد أسرته على مبدأ "لا تحرجنى ولا أحرجك" بمعنى لا تعط ابنى عيدية، فأضطر أن أعطى لابنك عيدية.