يزور السيناتور باراك أوباما، المرشح الديمقراطى للبيت الأبيض الشرق الأوسط أغسطس المقبل، فى زيارة استكشافية، كما يتردد فى وسائل الإعلام الأمريكية، تشمل أفغانستان والعراق وإسرائيل والأردن. وهى زيارة يعمل أوباما من خلالها على تقوية موقفه فى السياسة الخارجية، والتى هى إحدى جوانب الضعف فى حملته الانتخابية، حيث يتفوق عليه السيناتور جون ماكين فى هذا الجانب. واللافت للنظر هو عدم زيارة أوباما لمصر والسعودية، خلال تلك الجولة وهو ما أثار دهشة الخبراء والمحللين، ليس لثقل الدولتين فى المنطقة فحسب، بل وأيضاً لأنهما الدولتان الحليفتان للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، على أساس أنهما الدولتان المعتدلتان كما يحلو تسميتهما فى أمريكا. زيارة مصر والسعودية خسارة لأوباما وليست مكسباً، هذا ما يعتقده الدكتور جمال عبدالجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، معللا ذلك بأن أوباما يحاول سد النقص فى مسوغات انتخابه كرئيس الولاياتالمتحدة عن طريق هذه الجولة الخارجية، وبالتأكيد الشرق الأوسط يمثل جزءاً كبيراً من الجدل الداخلى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، مضيفا أنه بالفعل مصر والسعودية حليفتان لأمريكا، لكن هذه الزيارة بالأساس دعاية انتخابية لمناطق التوتر فى المنطقة، وزيارة الرياض والقاهرة لا تكسب أوباما الكثير من الأصوات بل على العكس سترغمه على الحديث عن الديمقراطية والأوضاع الداخلية، وهو ما يعتبره قضايا حساسة ولا يريد أن يتحدث عنها فى هذه الفترة. وحول شكل العلاقة المتوقعة بين واشنطن والقاهرة فى حال وصول أوباما للسلطة، اعتبر عبدالجواد أن "موقفه غامض" فهو ليس لديه خبرة بالسياسة الخارجية، ولكنه فى نفس الوقت ربما لا يجد بديلاً عن المملكة ومصر فى المنطقة كحليفين استراتيجيين، على الرغم من حديث أوباما عن الديمقراطية فى المنطقة. أما خليل العنانى الباحث بمعهد بروكنجز للأبحاث بواشنطن، فقال "عدم الزيارة ترجمة واقعية للتراجع الفعلى فى الدور الإقليمى لمصر، وعدم اقتناع أوباما بأن مصر يمكن أن تلعب دوراً فى الملفات الإقليمية المختلفة فى المنطقة. وحصر العنانى ما يريده أوباما من مصر، فيما يتعلق تحديداً بدورها فى دعم عملية السلام خاصة اتهام مصر بأنها لا تقوم بدور مهم فى حماية أمن إسرائيل، من خلال السماح بتهريب السلاح عبر الأنفاق مع غزة، على حد قوله. وقد رد السفير حسام زكى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية المصرية، على استبعاد مصر والسعودية من تلك الزيارة بأن الأمر خاص بأوباما رافضا التعليق بأكثر من ذلك.