قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقاله اليوم بصحيفة "الإندبندنت"، إنه بعد مضى أكثر من خمس سنوات على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى، فإن تزايد التوتر الطائفى وترنح الحكومة يهددان باندلاع صراع جديد، ويرى فيسك أن على المرء أن يعيش فى لبنان ليشعر بالاهتزازات التى تمر بها، ففى الأسبوع الماضى، مرت إحدى طائرات إف 16 المقاتلة فوق شوارع بيروت، فماذا كانت المسألة التى ترسلها هذه المرة؟ أنها لا تخشى حزب الله؟ وأن بإمكانها إذلال رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى؟ وحده الله يعلم، فبالكاد كانت إسرائيل فى حاجة إلى ذلك عندما ذهب الحريرى عدة مرات إلى دمشق لعقد جلسات ودية مع الرجل الذى يعتقد أنه قتل والده رفيق الحريرى، وهو الرئيس السورى بشار الأسد. لكن من يهتم بالطائرة الإسرائيلية، فإذا كانت طائرة سورية مثلاً هى التى اخترقت أجواء تل أبيب لانطلقت الإدانات من الخارجية الأمريكية ولحذرت الأممالمتحدة سوريا من عواقب فعلتها، وربما أعد الإسرائيليون لضربة ضد سوريا لتعليمها درساً. وانتقد الكاتب عدم ذكر الصحف الأمريكية لأى خبر يتعلق بالمقاتلة الإسرائيلية، على الرغم من أنه يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701. كما تطرق الكاتب للحديث عن تحويل المنابر الدينية إلى ساحات للمعارك السياسية، مشيراً إلى استغلال حادثة مصرع أحد البطاركة الموارنة من قبل الكاردينال نصر الله سفير، وتحويله الكنيسة إلى حزب سياسى، مثلما فعل بالضبط حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى عندما حول الشيعة إلى عملاء لإيران.
