تختلف الصورة الذهنية لكبار السن فى السينما عن التليفزيون، كما تختلف النظرة للمسن فى الغرب عن الشرق، فالصورة الذهنية لكبار السن فى السينما الأجنبية كما أوضحها الدكتور وليد سيف فى الندوة التى عقدها المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس عن: "الصورة الذهنية التى أرستها أجهزة الإعلام المرئية (السينما والتليفزيون) عن كبار السن"، أمر بالغ الصعوبة والتعقيد حيث تتعدد وتتنوع نماذج السينما من فنان لآخر، كما تختلف النظرة نحو كبار السن، بل ويختلف تعريفهم ودورهم فى الحياة من دولة لأخرى. أوضح سيف أن شخصية المسن لا تتحمل أدوار البطولة فى أغلب الأفلام، إلا أنها جزء هام من الحياة الإنسانية، بها يتم التواصل بين الأجيال، فالمسن هو الوسيلة لاستعراض الخبرة والتجربة الإنسانية فى الحياة، لذا نجد أفلاما عديدة فى الغرب قامت على دور المسن وطريقته فى بدء الحياة بعد سن الستين. أضاف المخرج محمود سامى عطا لله قائلا: تتجلى صور العطاء والحنان وخبرة الحياة فى صورة المسن، مشيرا إلى أن العمل الفنى لا يعترف بسن التقاعد، فأغلب المبدعين والفنانين قدموا لنا أروع أعمالهم بعد سن الستين مثل موسيقار الأجيال الفنان محمد عبد الوهاب، ومخرج الواقعية صلاح أبو سيف، وغيرهم الكثير من المبدعين الذين أثروا الفن المصرى فى كل مجالاته. وأكد الدكتور شكرى الشامى، أن دور المسن فى السينما المصرية، يتوقف على رؤية المخرج ومؤلف العمل، وبالتالى يوظف المسن كما يحلو له، ففى فيلم سائق الأتوبيس، ظهر المسن فى أدوار عديدة تلونت بظروف المجتمع، فمنهم من عبر عن تغير المجتمع مع عصر الانفتاح، فظهر الانتهازى وتقلصت العواطف وانقطع الرحم بين أفراد الأسرة. ومن جانبها تحدثت الناقدة منى غازى عن أدوار كبار السن فى الدراما المصرية، وكيف ظهر المسن فى التليفزيون، مؤكدة أن التليفزيون له طبيعة خاصة فعندما دخل التليفزيون المنازل، أصبح فردا من الأسرة، يعبر عن حياتها وهمومها، فظهر المسن فى دور الأب والجد والأعمام، وفى العمل فى دور المدير والساعى وغيرها من النماذج المصرية. وباعتبار التليفزيون جزءا من حياة الأسرة، حرصت الأعمال الدرامية على إعلاء قيم الخير والمبادئ والأخلاق، وهو ما يعبر عنه شخصية المسن بحكمته وبخبرته فى اتزان الأمور، فنجد نفس القضية تختلف معالجتها من السينما عن التليفزيون. أضافت يختلف دور المسن فى السينما عن التليفزيون، فشخصيات السينما الأدوار الرئيسية لها فى الأغلب الشباب، بينما يتيح التليفزيون لكبار السن مساحة أكبر لهم على الشاشة، ومع تقدم السن انتقل كبار الفنانين من السينما إلى التليفزيون، وأصبح لهم أعمالهم التى تعرف بأسمائهم وليس اسم العمل مثل الفنان يحى شاهين، ومحمود مرسى ومحمود ياسين، وحاليا يحى الفخرانى ونور الشريف وغيرهم. وانتقدت مداخلات الحضور مفهوم المسن فى العالم العربى، ففى الوقت الذى ينظر الغرب لسن التقاعد على أنه سن الاستمتاع بالحياة بدليل مظاهرات الفرنسيين ورفضهم رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما، ينظر المجتمع العربى إلى المسن باعتباره رجل يستعد للموت والخروج من دائرة الحياة، وهو مفهوم يرسخه الإعلام والتعليم والمجتمع كله ويبقى على المسن قبوله ومن يرفضه يصبح غريب الأطوار قد يتهمه أهله بالجنون والحجر عليه.