أشار دكتور محمد عبد الفتاح، رئيس قسم الخضراوات بجامعة الإسكندرية، إلى أن هناك أسبابا إنتاجية أدت إلى القضاء على محصول الطماطم مثل زراعة المحصول فى غير أوانه، خاصة فى العروة "المحيرة" والعروة "الخريفية" فى الوقت الذى تقدر مساحة ما يزرع من الطماطم فى مصر بنصف مليون فدان بإنتاجية 7 ملايين طن سنويا. جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الزراعة بالمجلس المحلى لمدينة الإسكندرية برئاسة المهندس يوسف جابر وبحضور عبد الجواد حسن وكيل المجلس. وأكد عبد الفتاح أن شهر أكتوبر ترتفع فيه الأسعار كل عام لأنه يقع بين العروة المحيرة والعروة الخريفية، فضلا عن ظهور الذبابة البيضاء التى يعتبرها السبب الرئيسى فى القضاء على المحصول فى ظل فشل المبيدات العادية فى مقاومتها، التى تنقل للطماطم مرضين هامين، مرض تجعد الأوراق وتجعد الأطراف ويؤثر على جودة الثمار فيقضى على المحصول.. وأشار إلى أن هذا العام أصيب محصول العروة المحيرة بالأمراض الفيروسية مع ارتفاع درجة الحرارة التى تأثر بها المحصول مما أضعف مقاومته، فضلا عن قيام بعض المزارعين بالتبكير بالعروة المحيرة للنزول بالمحصول فى شهر رمضان المبارك ورفع سعره مع تأخر زراعة العروة التالية "النيلية" حتى النصف الثانى من سبتمر ممن أدى الى نقص المحصول بالاسواق، و بمجرد نزول محصول تلك العروة بالأسواق، مما أدى إلى هبوط الأسعار نسبيا، إلا أنه أشار إلى إصابتها بالحشرة كان من أحد الأسباب المؤثرة وليس السبب المباشر. وأشار إلى ضرورة مقاومة الذبابة البيضاء خلال العروة النيلية والمحيرة باستخدام الألواح الصفراء، وعدم التأخير فى العروة الخريفية عن يونيو وأغسطس واستخدام المعاملات الزراعية، ومنظمات النمو وقطف الثمار فى طور النضج المناسب، والتحكم الجيد فى التسويق من خلال إنشاء شركات تسويقية تحت إشراف الحكومة مع تحسين طرق التخزين واستخدام سيارات مبردة فى النقل، محذرا من استيراد البذور من الخارج والتى تم التلاعب بالهندسة الوراثية بها مطالبا بالاعتماد على المنتج المحلى. من جهتها أكدت دكتورة سناء سليمان الباحثة بمدينة مبارك "مركز البحوث الزراعية"، على أنه لا يوجد اختلاف على الاسم العلمى لحشرة "التوتا ابسليوتا"، وهى الحشرة التى قضت على محصول الطماطم، والمتخصصة فى العائلة الباذنجانية، نافية أن يكون لها أى تأثير على محصول الذرة أو أى محصول من عائلة أخرى، مشيرة إلى فشل المبيدات فى القضاء عليها نهائيا هو أمر طبيعى فى ظل تطور الحشرة و قدرتها على المقاومة، محذرة من زرع محصول فى غير أوقاته الطبيعية الذى من شأنه أن يضعف مقاومة المحصول. وطالبت ببرامج وقاية ودورات زراعية متكاملة لإدارة المحصول لكل المزارعين، وخاصة برامج المكافحة الحيوية، مشيرة إلى أن مدينة مبارك للبحوث ستجرى مكافحة باستخدام مكون تجريبى سوف يطبق لأول مرة لمقاومة تلك الآفة، حيث عكف المركز على البحث عن مكون حيوى للمكافحة منذ 3 سنوات، وتمت تجربة أمر مماثل فى العفن البنى لمحصول البطاطس ونجح فى القضاء على الآفة. وأشار نبيل عبد الحميد مدير المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية غرب الدلتا إلى أن الجمعيات الزراعية لا يمكن أن توزع مركبا حيويا على المزارعين إلا بقرار من الوزير شخصيا أو بعد تسجيله الذى يستغرق من 2 إلى 3 سنوات ، مطالبا بإدارة كاملة لكل المحاصيل الزراعية. وطالب منير رزق الله وكيل لجنة البيئة بالمجلس المحلى بإنشاء لجنة لإدارة الأزمات لدق ناقوس الخطر نحو القضاء على محاصيل أخرى.