◄◄ يجسد شخصيتى العذراء والمسيح ويقدم القصة من وجهة نظر إسلامية أزمة جديدة تثيرها قناة ميلودى دراما بإعلانها قرب عرض المسلسل الإيرانى «مريم المقدسة» الذى يعرض حياة السيدة العذراء مريم من وجهة نظر الإسلام على شاشتها، مما أثار حفيظة الأزهر والكنيسة على حد السواء، خصوصا بعد عرضها المسلسل الإيرانى «يوسف الصديق» والذى يتناول قصة حياة سيدنا يوسف عليه السلام ويظهر فيه مجسدا على الشاشة. مسؤولو القناة قالوا إن هذه الأعمال مصنوعة بحرفية شديدة وتقدم قصص الأنبياء بشكل راق يحقق أعلى نسب مشاهدة رغم الهجوم الشديد فى لبنان مثلا. وبعيدا عن تحفظات المؤسسة الدينية فإن الدراما الإيرانية التى سبقتنا فى التحرر وقبول تجسيد الأنبياء نجحت فى الدخول إلى كل بيت مصرى وحققت أعلى نسب مشاهدة فى القنوات العربية. المفارقة أن مسلسل مريم المقدسة يواجه رفضا من الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية لتجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة، ورفضا من الكنيسة لاعتراضها على تناول حياة المسيح من أى وجهة نظر عدا ما ورد بالمسيحية وهو نفس موقفها لتناول حياة أى نبى ورد بالمسيحية. الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية، كان قد أفتى فى بيان بتحريم مشاهدة مسلسلات الأنبياء والتى كان آخرها «يوسف الصديق» لتجسيد حياة أحد أنبياء الله، معتبرا أن من يخالف ذلك ويشاهد العمل يعصى الله ورسوله كما أشار إلى أنه من الممكن الإشارة للرسل بشعاع من النور للدلالة على وجودهم وليس بالضرورة تجسيدهم فى أشخاص، كما طالب عدد من نواب الإخوان المسلمين فى مجلس الشعب بضرورة وقف عرض المسلسل لما فيه من إساءة لرسلنا وتعارضه مع تعاليم الدين الإسلامى. فى حين امتنع الأب صليب متى عضو المجلس الملى عن توضيح موقف الكنيسة من عرض مسلسل «مريم» فى إطار قرار البابا شنودة بمنعهم من التحدث للإعلام، وقال الأب بطرس دانيال وكيل راعى كنيسة القديس يوسف بوسط البلد ووكيل المهرجان الكاثوليكى للسينما إن الكنيسة ترفض عرض مسلسلات تتناول شخصيات رئيسية فى الديانة المسيحية مثل المسيح أو القديسة العذراء مريم لأنه يتناول حياة السيد المسيح من وجهة نظر غير مسيحية وبالتالى فهو يبتعد عن أهم عقائد المسيحية مثل أحداث الصلب والقيامة وتفاصيل أحداث الميلاد ومعظم تفاصيل حياته وهو ما نعتبره إساءة للمسيحية وعدم احترام للدين المسيحى، كما أضاف دانيال: المسلسل بهذا الشكل سيروج لأفكار خاطئة ضد المسيحيين ونحن فى ظروف حساسة. من جانبه أكد أحمد عبدالعاطى المشرف العام على الإنتاج بشركة ميلودى أنه حتى الآن لم يصل بيان من مشيخة الأزهر أو أى جهة إسلامية لمنع المسلسل، وقال «لا أعرف سر هذا الهجوم واللغط». وشدد عبدالعاطى على احترام القناة وإدارتها للأزهر والكنيسة، وقال: لكن المسلسل حتى الآن يحقق أعلى نسبة مشاهدة على الشاشات بدراسات وأرقام، كما تساءل عبدالعاطى أليس من الأفضل أن نقدم فى هذا الوقت سير الأنبياء والصحابة التى تقدم القدوة والمثل الأعلى لشريحة كبيرة من الشباب الذين باتوا فى أمس الحاجة إلى معرفة تاريخهم وسير السالفين المعتدلة والصالحة، خصوصا أننا أصبحنا أقرب إلى التعصب، وتساءل: لماذا لا نقوم نحن بإنتاج مثل هذه الأعمال فى الوقت الذى تملأ فيه الدراما الإيرانية الشاشات المختلفة.