ليس بالغريب أن تتغير سبلنا نحن الكبار للوصول للبهجة والترويح عن أنفسنا فى ظل ما نعانيه من احتباس اقتصادى، ومرار العيشة واللى عايشنها، ولكن ماذا لو وجدت أطفالنا يغيرون من مفاتن عالمهم، وتتلون أغانيهم البسيطة التى تملأ عالمهم الحالم بمنتهى منتهى السعادة" كالقطة المشمشية والخروف النونو والفار السندس "إلى أقصى اليسار وتجدهم يتغنون "عايزين ناكل عيش ولحمة ورز". لا تتعجب سيدى القارئ أقسملك بالله سمعتها بأذنى وأنا أسير فى أحد شوارعنا بإمبابة، وأنا فى طريقى لآكل عيشى، وجدت مجموعة من الأطفال يلعبون منذ بزوغ أول شعاع لشمس النهار، وما إن تراهم إلا وتجد حالك يتبدل 180 درجة وأنت تراهم يلعبون ويستمتعون بمرمغة ملابسهم فى التراب، "وهم ولا على بالهم" وفى حالة من البهجة والمتعة المطلقة، إلا أنهم وبنفس البراءة أخرجونى من هذا الحلم الجميل بطعنة قاتلة بعدما سمعتهم يتغنون "عايزيم ناكل عيش ولحمة ورز". يا ستار حتى الأطفال تغيرت مفاهيمهم عن كيفية التمتع بالطفولة وتعاليم البراءة لديهم تحولت فى ظل المس الشيطانى للأسعار، ربما ليس لديهم درجة كبيرة من الوعى والإلمام الحقيقى بخيوط الكارثة، لكن منهم بالتأكيد من شاهد أباه وهو يحاول "تدبيق القرش على القرش" من أجل كيلو لحمة أول الشهر، وربما لمح أحدهم ظل للحزن فى أعين والدته بعد 3 أيام من القبض، وهى تحاول رسم بسمة مصطنعة حتى لا تنقل له الشعور بالهم، وهو لا يزالون بعمر الزهور.. ولا يستحق إلا راحة البال. بصراحة كان بودى أرجع بدهرى وارتمى على أول جدار يقابلنى واستفيض فى البكاء على حالنا.. يا هل ترى هل سيأتى اليوم ويفقد هؤلاء الملائكة ضحكاتهم البريئة التى تهون علينا بحق مرارة الأيام.. ربنا يستر. وعمار يا مصر .. عمار يا بلد الانتصارات.