مأزق جديد يواجه الحزب الوطنى فى دائرة باب الشعرية والموسكى بسبب تراجع نوابه الحاليين فى استطلاعات الرأى، وبعد أغلب القيادات التى كان يعتمد عليها السنوات السابقة عن التواجد الشعبى، مما جعله يلجأ إلى الوجوه الجديدة لإنقاذه، خاصة وأن أبناء باب الشعرية أخذوا يرفعون شعار "لا لمرشحى الباراشوت ولن يمثلنا إلا أبناؤنا". ويبحث غالبية العائلات فى باب الشعرية والموسكى خلال جلسات تمت الأسبوع الماضى عن طريقة لوقف حالة الباراشوت والقفز على الدائرة من مرشحى الخارج الذين لا يعرفون أحوال ومشاكل الدائرة، وبدأت أصوات العائلات الكبيرة التى تتحكم فى أصوات أهالى باب الشعرية، ممن لهم سطوة تجارية ويملكون العديد من الورش والمحال ويعمل لديهم عدد كبير من العمال ينادون باستعادة الدائرة لأبنائها، ودعم هذا الاتجاه أن الخلافات الكبيرة بين يحيى وهدان ومحمد عبد النبى، النائبين الحاليين، وتبادلهم الاتهامات كشفت أن كل يبحث عن مصلحته الشخصية ولا يسعى لحل المشكلات التى تواجه أكبر أحياء القاهرة التجارية. يؤكد محمد العربى، أحد أبناء الدائرة، أن العائلات أعادت حساباتها، وهناك جلسات تمت الأيام الماضية لاستعادة مكانة باب الشعرية برلمانيا، مضيفا أنه منذ ما يقرب من 15 عاماً ولا يوجد تمثيل حقيقى لأبناء باب الشعرية، مشيرا إلى أن النائبين الحاليين ليسا من أبناء المنطقة، فيحى وهدان ليس مرتبطا بالدائرة، وإن كان والده النائب السابق فعلا متواجدا وعالما بأحوال ومشاكل أبناء الدائرة، أما يحيى فلا يعلم ولم يعط من وقته أى شىء للدائرة، كما أن محمد عبد النبى مرشح العمال أيضا من أبناء الظاهر ولم يقدم للدائرة ما كانت تتمناه وفقدت باب الشعرية مكانة تحت قبة البرلمان كانت نمت وتعاظمت على أيدى نواب سابقين منذ ثلاث دورات على الأقل. من ناحيته، أجرى الحزب الوطنى خلال الأيام الماضية استطلاعا للرأى على مرشحيه للمجمع الانتخابى، فانتهى حسب قيادات حزبية فى باب الشعرية إلى تقدم كل من سعيد عبد الخالق على مقعد الفئات وعرفة حمزة على مقعد العمال. سعيد عبد الخالق، وهو وكيل نقابة المحامين، وكان مرشحا فى الدورة الماضية 2005 لكنه انسحب للحفاظ على قوة مرشح الحزب الوطنى وقتها أمام مرشحى المعارضة، وذكر أنه من أبناء الدائرة وعائلته مولودون فى حوارى باب الشعرية ومتواجدون فى أحزانها قبل أفراحها، مضيفا أن سبب ترشيحه للمجمع الانتخابى للوطنى هو ما وجده من دفع وتشجيع المواطنين ورغبتهم فى أن يكون لهم ممثل بالبرلمان يوصل لهم صوتهم ويعبر عنهم بعد غياب طويل، كما أن رصيده ورصيد عائلته من الخدمات يؤهله لأن يحصل على تأييد ومساندة الناخبين. ووصل الأمر فى الخلافات إلى أن يساند كل من النائبين مرشحان منافسان على المقعد الآخر، ومنها مساندة عبد النبى النائب والمرشح على مقعد العمال لكل من يحيى الطلياوى ونبيل بولس لمنافسة وهدان فى الفئات، بينما يساند وهدان كل من وليد الخضرى وعزة الحبشى وعرفة حمزة على مقعد العمال والفلاحين. وتطور الأمر إلى أن وصل إلى أن قيادات الحزب، حسب تأكيدات مصادر حزبية، تبحث عن إنهاء الخصومة وإبعاد النائبين الحاليين وإيجاد وجوه جديدة تغير صورة الحزب فى المنطقة بعد أن اهتزت الفترة الماضية، واستدعت القيادات الحزبية ملف انتخابات المحليات الأخيرة قبل عامين التى ظهرت فيها مواجهة مباشرة بين وهدان وعبد النبى فى اختيارات قائمة الحزب، حيث دعم كل منهم شخصيات لم يكن متفقا عليها حزبيا نكاية فى الآخر وأوعز كل من لم ينجح من الحزب فى الانتخابات أن الآخر هو السبب، كما يتهم وهدان عبد النبى بأنه لم يظهر السنوات الأربع الماضية فى أى من الجلسات،كما أنه لم يقدم أى شىء للدائرة. يذكر أن الخلافات بين كل من النائبين الحاليين يحيى وهدان ومحمد عبد النبى تعود إلى قضية أراضى الجالية اليهودية فى باب الشعرية، وهى القضية التى اتهم فيها وهدان عبد النبى بأنه من سرب الملف لوسائل الإعلام، فيما اتهمه فيما بعد عبد النبى بأن وهدان استغل عمله السابق فى أحد الأجهزة الأمنية وقربه من ملف الفلسطينيين واليهود جعله على معرفة بتفاصيل المبانى والأراضى لليهود، خاصة فى باب الشعرية. ومن المرشحين على قائمة المعارضة الذين اصطدموا برغبة الأهالى فى أن يمثلهم من أبناء الدائرة إسماعيل محمد إسماعيل مرشح حزب الغد– جبهة موسى مصطفى- الذى يقف خلفه فى الدائرة تحالف الأحزاب الذى يضم سبعة أحزاب، ومع هذا، فيعد من أكثر المرشحين الذين يبذلون جهدا كبيرا فى الدعاية والتواجد ومحاولة فرض نفسه باعتبار أنه متواجد فى الدائرة منذ عام 2000، كما أنه يروج بأنه يملك أساليب جديدة فى الدعاية وحملته الانتخابية ستكون مفاجئة للجميع من المرشحين والناخبين. وتضم دائرة باب الشعرية والموسكى 17 شياخة بها نحو 110 آلاف صوت انتخابى، ويسيطر عليها العائلات وأصحاب الأعمال التجارية.
