صدر مؤخراً عن المركز الثقافى العربى - بالدار البيضاء وبيروت - المجلد الأول من الأعمال الكاملة للكاتب المغربى الراحل محمد شكرى. ويضم المجلد، الذى يحمل عنوان "من أجل الخبز وحده" ثلاثة أعمال: "الخبز الحافى" و"زمن الأخطاء" و"وجوه". تمثل رواية "الخبز الحافى" أشهر أعمال شكرى، وهى التى وضعت اسمه على خريطة الأدب العربى، بجرأتها فى سرد السيرة الذاتية على نحو غير مسبوق فى الكتابة العربية، وهو ما عرضها فى بلدان عربية إلى المصادرة والمنع. وترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية، فيما كان شكرى قد سردها- فى البداية - شفهياً على الروائى الأمريكى بول باولز، الذى قام بنشرها بالإنجليزية قبل العربية، فى سلسلة "بنجوين" الشهيرة, ليقوم شكرى بعد ذلك بصياغتها العربية وإصدارها فى طبعة مغربية. وكان محمد شكرى نزح، وهو طفل مع عائلته من الريف إلى طنجة، بحثاً عن الهروب من الفقر وشظف العيش. وقد عمل وهو صغير مع والدته فى بيع الخضار، وعندما لم تستطع عائلته تأمين حتى الطعام، أرسل إلى وهران بالجزائر ليعمل عند عائلة فرنسية كخادم. وهو شاب ذهب للمرة الأولى إلى المدرسة فى تطوان فى ظل ظروف قاسية. ولكن هذا التعليم أظهر شغفه بالقراءة ثم بالكتابة. طنجة هى مدينة محمد شكرى، الذى يعرف أزقتها وعالمها السفلى السرى، الذى لا يكتشفه عابر السبيل، وفيها كتب أهم وغالبية أعماله الشهيرة.
