أكدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن المصريين من أكثر شعوب الشرق الأوسط التزاماً بدفع الزكاة، مشيرة فى تقرير لها اليوم إلى أن نحو 16 مليون أسرة أنفقت ما لا يقل عن 800 مليون دولار على التبرعات الخيرية خلال العام الماضى. ووفقاً لما ورد بالتقرير، فإن التزام المصريين بدفع الزكاة ساهم كثيرا فى رفع مستوى معيشة الكثير من الفقراء وتحسين ظروفهم، وباتت الزكاة تشكل فى السنوات الأخيرة جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد المصرى، بعد أن تجاوزت كونها مجرد التزم دينى تحث عليه تعاليم الدين الإسلامى السامية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن الزكاة تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، ويمارسها أكثر من 90% من المصريين، ومع معاناة خمس الشعب المصرى الذى يتجاوز تعداده ال80 مليون شخص من الفقر المدقع إذ يعيشون على أقل من دولا يوميا، تحول هذا الالتزام الدينى إلى مصدر يمكن الاعتماد عليه فى توفير دخل للكثير من المصريين. وأظهرت دراسة حديثة أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن قرابة ال16 مليون أسرة أنفقت ما لا يقل عن 800 مليون دولار على التبرعات الخيرية العام الماضى. وأعلن المركز أن 97% من العائلات المصرية التى ساهمت فى هذه التبرعات، خصصت جزءا من دخلها لدفع الزكاة. وأضافت الدراسة أن 75.3% من النفقات كانت فى شكل هدايا وتبرعات وموائد إفطار خلال شهر رمضان الكريم، ودفع مصاريف الفصول الدراسية، ونفقات الزواج لهؤلاء غير القادرين ماديا. وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن رمضان هذا العام شهد وتيرة إنفاق لم يسبق لها مثيل، إذ تكلفت موائد الرحمن قرابة ال35 مليون دولار، ووفرت هذه الولائم وجبات طعام لملايين الفقراء طوال الشهر. وقالت إن استطلاعا أجرته مؤسسة "ماستركارد حول العالم" بين شهر مارس وأبريل لهذا العام صدر الأسبوع الماضى قد ألقى الضوء على الدور الفعال الذى تلعبه التبرعات الخيرية فى الاقتصاد المصرى، وكشف أن 79% من المستهلكين المصريين يضعون الزكاة أولوية من أولويات ميزانيتهم الأساسية، وهو الرقم الأعلى بين دول الشرق الأوسط.. ولفتت الصحيفة إلى أن المسلمين السنة يتعين عليهم دفع 2.5% من مقتنياتهم سنويا للفقراء.
