أشارت دراسة حديثة أصدرتها جمعية النساء العربيات بالأردن تحت عنوان " كسر دوائر الصمت " أن الاعتداءات اللفظية تعد الأكثر عنف ضد المرأة ، من العنف الجسدى أو النفسى . شملت الدراسة 292 امرأة من فئات مختلفة من المجتمع الأردنى ، ورأت 50 % منهن أن العنف إما جسدى أو نفسى وصنفت حوالى 40% من النساء أن العنف الاقتصادى يصنف بدرجة العنف الجنسى . واعتبرت السيدات أن النساء غير المتزوجات أكثر تحسسا لجميع أشكال العنف ضد المرأة ، مقارنة مع النساء المتزوجات ، فى حين أظهرت النتائج أن المطلقات أكثر حساسية من الأرامل لأعمال العنف أيا كان نوع ، والمرأة غير المستقلة اقتصاديا فريسة أسهل للعنف . واعتبرت حوالى نصف النساء اللواتى تمت مقابلتهن أن العنف اللفظى أصعب أشكال العنف عندما تهان كرامة المرأة أمام أطفالهن وعائلاتهن وجيرانهن ومجتمعاتهن ، فضلا عن ذلك أظهرت المرحلة الكمية بأن التحرش اللفظى يهدد حرية النساء فى المناطق العامة . واعتبرت نصف أفراد العينة أن العنف ضد المرأة قضية اجتماعية أو سياسية وليست قضية خاصة .وهذا يدل على ضرورة زيادة التوعية حول العنف ضد المرأة باعتبارها مسألة ذات أهمية سياسية وهذه النتيجة أيضا مؤشر لأثر حملات المنظمات غير الحكومية وجهود الحكومة لإخراج العنف من نطاق الأسرة. ويعلق وحيد الدسوقى مدير برنامج مناهضة العنف ضد المرأة بمركز قضايا المرأة المصرية على الدراسة قائلا : أهم عنصر فى استمرار الحياة الزوجية لكلا الزوجين هو توفر مجموعة عناصر وأهمها الأمن النفسى للمرأة ، والثقة والتقدير للرجل ، ووجود طريقة آمنة للتحاور والتعبير عن الغضب ، أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقومات فإن الخلاف الأسرى سيظهر وهنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف . وتؤكد أغلب الدراسات أن الرجل الذى يستخدم العنف ، والمرأة التى تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها ، عايشت علاقة أسرية فى محيط أسرتها أو أسرته ، كان العنف هو لغة الحوار بها ، وبالتالى فإن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر فى سبب حدوث العنف الأسرى . وهناك سبب آخر يتمثل فى شخصية كل من الزوجين ، وطريقة التربية التى تربى الفرد عليها ، فالزوج الذى كان أهله عنيفين معه عند احتدام الخلاف معه فى الغالب نجده يسقط ذلك على زوجته، وكذلك الزوجة التى كانت لغة الصراخ والسب والشتائم فى أسرتها، نجدها فى الغالب تثير الزوج الأمر الذى قد يدفع الزوج لتبرير ذلك باستخدام العنف .
