أكد رجائى عطية عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لم يكن فى يوم نقيبا للمحامين ولم يكن يوما مستشارا، ردا على ما قدمه به الدكتور محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أمس الثلاثاء، فى ملتقى الفكر الإسلامى، حيث أشار رجائى عطية إلى أن بعض الناس أسبغوا عليه لقب مستشار، وهى أوصاف لا يستحقها، خاصة أنه يريد أن يبرأ من الذين ينتحلون هذه الصفة، حتى لقب كثير من المحامين أنفسهم ب"المستشار"، فاضطرت الدولة لإلغاء هذا اللقب والالتزام بلقب القاضى، إلا أن المنتحلين لم يكفوا عن أن يسموا أنفسهم مستشارين. ولفت إلى أنه لم يسع ليكن نقيبا للمحامين من باب حب المنصب والشهوات، لكنه كان يسعى لتحمل المسئولية ليرسل رسالة مفادها خدمة المحامين، ومن خلال خدمتهم يكون قد عمل على خدمة المجتمع ككل. وتحدث المفكر رجائى عطية، عن موضوع "الإيثار وإنكار الذات"، حيث قال إن الانتماء إلى الوطن والمجتمع قد انحدر، واختفى أهم ملمح دينى وأخلاقى وفكرى فى المجتمع وهو الإيثار وإنكار الذات. وأضاف أن تضخيم الذات وعبادتها يجعل تقديرات الإنسان غير دقيقة، مشيرا إلى أن التضخم فى الذات يجعل الإنسان مستغلا لكل من حوله فى المجتمع بزعم أنه صاحب رؤية عامة ومصلحة كبرى للمجتمع. وضرب عطية مثلا فى معنى الإيثار من خلال بعض المواقف بين النبى وأصحابه، فمن هذه المواقف حادثة بنى سقيفة حينما مات النبى وجاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فلما قال عمر لأبى عبيدة بن الجراح أبسط إلى يدك لأبايعك فلم يمد أبو عبيدة يده، معترضا على طلبه بقوله "أتبايعنى وفينا أبو بكر" ولما جاء أبو بكر طلب مبايعة أحد الرجلين عمر وأبو عبيدة ولكنهما رفضا وبايعا أبا بكر وصمما عليه. وأضاف أن إنكار الذات الذى صدر عن أبى عبيدة وتابعه فيه عمر بن الخطاب كان فى أمر خطير وهو خلافة المسلمين، فلقد رسخ فى ذهنهم ما نصحهم به النبى بأنه من يحابى أحدا على الله فقد ظلم. وأكد عطية أن الإسلام يهتم بالجوهر ولا يهتم بالمظهر أو الاستعراض، فالصدقة مثلا تخرج فى الخفاء وليس فى العلن، والمسلم يبحث عن الإخلاص ويبعد عن الكذب والنفاق والرياء، وأشار إلى أن من صور الإيثار الإحساس بالممتلكات العامة، الإحساس بالانتماء، الأمر بالمعروف، الإحساس بالجماعة.