هذا الكائن البشع

كليل النظر أنا أعترف ! تتساقط الأقنعة كلها من على نفس الوجه مرة واحدة، ياااااااااااااااااااه كل هذه أقنعه؟!كيف لم أرها من قبل ؟! كيف؟! تحسست بعينى القناع الأول، هذا القناع العبوس، أعرفه جيدا، ولكنى كنت أردهُ دائما للطبيعة البشرية التى عانت منذ خروجها من جنة الرحمن إلى ألأرض. هذا الوجة القبيح أيضا اعرفه جيدا،فقد عشت معه سنين طوال، تحت سقف واحد ،بحكم القسمة والنصيب، وهذا الوجة الجشع ،الطامع فى مال قارون،الناقم على راتب الوظيفة القليل.!! أيضا أعرفه.
ما صدمنى ذاك الوجة الذى لا يحمله إلا عدو مبين، من أين جاءت به؟!
وكيف لم أفطن لوجوده ؟! اليوم يا سادة مخاض جديد، جديد، بئر من الأكاذيب هالنى بشاعته، سحقنى بمفرداته الكريهة،اليوم تتعرف على الوجه الحقيقى أيها الغافل، فحاسب على عقلك،ولا تبتئس فما أنت إلا حالم فى أروقة الخيانة، وما انت إلا عصفور يغرد ظنأ منه أن الغربان تستمع بشدوهُ ؛ هى تنتظر توقف صدحك لتنقض عليك، ماؤك لا يرويهم، فهم يطالبون بدمك.!!، ولحمك لا يشبعهم، فهم فقط يتمنون موتك.مسكين.!!
أهذا وقت الأحلام ؟!! أهذا وقت التغريد ؟! تضيق الغرف حولك، وانت تستعيض عنها بخيالك الرحب، أحقا كنت تعتقد أن لحنك العذب سيغير قبح نواياهم ؟! وأن أنارة البصل البيضاء، لها نفس عبير الياسمين ؟! أحقا كنت تؤمن أن قلمك قادرا أن يصيغ لهم حياة جديدة بعيدا.. بعيدا عن وحل واقعهم.؟!
فإذا رأى الكاتب العالم ببواطن الأمور أن للحب أقنعة سبعة، فللحقد سبعين وجها
تصرخ :اريد ماله ،وعمره ،وحياته فأنا حاضنة، نعم رأىت اخيرا هذا القناع - فالاقنعة أحيانا لا تسقط بالتقادم - أو أن صدقت أقول هذا الوجه الحقيقى الذى غفلت عنه، عرفت أن هناك فرقا بين القواقع الحاضنة للديدان على شط الترع، والمحار الحاضن لللآلئ فى عمق البحر، أم أنك كنت تردد دائما بعفويتك البريئة: صنع الله الذى أتقن كل شىء، ولم تدرك طبيعة خلق الله، نعم عشت مع هذا الكائن البشع وأعترف أنى كليل النظر. واعترف ان كل الأقنعة التى رأيتها تستحق ان تلق جميعا فى سلة القمامة، ماعدا هذا القناع الأخير.. الحقيقى فهو جدير بك.