بالصور.. مأساة عجوز تعيش وأحفادها فى غرفتين تسكنهما الثعابين ببنى سويف.. الحاجة عائشة: "عايشين على إحسان الآخرين".. وزوجة ابنها: ليس لنا مصدر دخل.. وحفيدها:نفسى أنام على سرير السقعة أكلت جسمى

أسرة بسيطة تعولها عجوز كفيفة، تنفق على زوجة ابنها وأطفالها من "على باب الله"، مصدر رزقها الدعوات التى تدعوها لكل من يحسن عليها بشىء، كانت تتمنى أن يطول الله فى نظرها لكى تربى أبناء ابنها تربية كريمة، بعيدة عن الفقر والذل ومد الأيدى.
غرفتان تسكنها السيدة العجوز
غرفتان تنبعث منهما رائحة العرق من عدم التهوية، "حشرات وثعابين تبحث مع السيدة العجوز وأحفادها عن لقمة عيش تكفيهم لمواصلة الحياة، وحجرين من الطوب الأبيض ليسا كفيلان بإخفاء عوراتهم أثناء قضاء الحاجة فى العراء أمام هاتين الغرفتين".
العجوز تبحث عن الستر
"أنا مش عايزه غير الستر، وحمام للعيال يستحموا فيه، وأمحر الأوضة، عشان زوجة ابنى بتفضل صاحية طول الليل، خوفا من الثعابين لتلدغ العيال وهما نايمين"، ببساطة الفقراء ورضاء بقضاء الله تحدثت إلينا "عائشة بركات" – 72 سنة "كفيفة" من قرية دير الحديد التابعة لمركز الفشن أقصى جنوب محافظة بنى سويف.
وتقول العجوز الكفيفة، إنها فقدت نظرها منذ أكثر من سبع سنوات، وكانت تتمنى أن يطيل الله فى نظرها حتى تستطيع أن تخرج وتعمل لتنفق على أولاد ابنها الذى تركهم معها، بدلا من انتظار المساعدات من أهل الخير.
وعند سؤالها ماذا تريدين من الدولة، كانت طلباتها بسيطة: "عايزه أمحر الأوضة دى، وتبنوا حمام عشان نبقى حلوين، وكتر خيركم على كده"، مضيفة إلى أنها ليس لديها أى دخل وتنتظر أن يعطيها أهل الخير "حسنة لكى تعيش هى وأحفادها".
زوجة ابنها: ننتظر الضلمة لنقضى حاجتنا فى الشارع
أما عواطف زوجة ابنها فتقول، إنها تعيش هى وحماتها العجوز وأولادها الاثنين، داخل هاتين الغرفتين، دون أى دخل، بعدما تركها زوجها، مشيرة إلى أن مشكلتهم، تتمثل فى الغرفتين اللتان تحتاجان إلى محارة تحميهم من الثعابين والحشرات الجبلية، وخاصة أنهم يقطنون منطقة جبلية.
وتضيف عواطف "أنا عملت فرن من الطين عشان أوقات مش بيكون معانا فلوس نشترى بها الخبز من المخبز، وكمان معندناش دورة مياه، بنعمل حمام كده فى الشارع بين الحجارة دى، وبننتظر الليل لقضاء حاجتنا خوفاً من أعين الناس".
يوسف: محتاج سرير يرحم جسمى من السقعة
يوسف الحفيد الأكبر للعجوز، طفل عمره لم يتجاوز الخمس سنوات، وجهه يشير إلى رجل عجوز غلبه الفقر والجوع، يوسف لخص مشاكله فى الحياة فى كلمتين "عايز سرير أنام عليه، لأن السقعة كلت جسمى، ونمحر الجدران عشان الثعابين، ولو ينفع تعمل دورة مياه لأننا بنعمل الحمام فى الشارع".