تعرض الشاعر والكاتب اللبنانى عباس بيضون لحادث مروع مساء أمس الثلاثاء، أثناء سيره بأحد شوارع منطقة الرينغ فى بيروت نقل على إثره لمستشفى الجامعة الأمريكية هناك، وأوضح بعض أصدقاء بيضون أنه فى حالة حرجة ويحتاج لنقل دم من فصيلة (o+). وعباس بيضون شاعر ولد عام 1945 فى قرية شحور، قضاء صور، جنوب لبنان، تتلمذ على يد والده الكاتب محمد زكى بيضون فى مدرسة القرية التى يديرها، ثم انتقل إلى المدرسة الجعفرية فى صور لاستكمال المرحلة التكميلية حيث لاقى صعوبة فى تعلم اللغة الفرنسية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة سيدة مشموشة الداخلية من غير أن يحلَّ عقدة لسانه مع الفرنسية، وبعد سنة واحدة غادر هذه المدرسة إلى مصر ونال التوجيهية وسافر إلى باريس وحصل على دبلوم فى الأدب العربى. مارس عباس بيضون العمل الحزبى مبكرًا وانتسب فى السن الثالثة عشرة إلى حزب البعث العربى الاشتراكى (1958)، وبعد عام ترك البعث وتقرّب من الحزب الشيوعى اللبنانى بدافع من زملائه فى مدرسة سيدة مشموشة. وانخرط فى حركة القوميين العرب ثم فى منظمة الاشتراكيين اللبنانيين أواخر الستينات، والتى تحولت إلى منظمة العمل الشيوعى، وكان أحد مؤسسى هذه المنظمة بداية السبعينيات. واعتقل من قبل الدولة اللبنانية (1968-1969) ثم من قبل إسرائيل فى الثمانينيات، وكتب عن تجربة اعتقاله شعرياً. وفى بداية الحرب الأهلية عام 1975، انتمى إلى الحزب الشيوعى اللبنانى لكنه غادره بعد سنتين، وهكذا تبين له أن عمله السياسى والحزبى لم يكن أكثر من سعى إلى حيازة عائلة كبيرة وبحث عن انتماء مفتقد، كما عمل مدرسًا فى عدد من المدارس قبل أن يتفرّغ للعمل الصحفى. مارس الكتابة الصحفية فى جريدة "الحرية" ثم "السفير" ثم "الشاهد" القبرصية، و"الشروق" و"الخليج" و"الاتحاد" الإماراتية، "الحياة" اللندنية، "ملحق النهار الأدبى"، ليستقر مدير تحرير مسئولاً عن القسم الثقافى فى جريدة "السفير" منذ عام 1997 إلى اليوم. كما صدر له عام 1983 مجموعته الشعرية الأولى "الوقت بجرعات كبيرة" عن دار الفارابى و"نقد الألم" عام 1987 و"خلاء هذا القدح" عام 1990 و"حجرات" 1992 و"أشقاء ندمنا" 1993 و"لفظ فى البرد" عام 2000، كما صدرت له مختارات شعرية بالفرنسية بعنوان "أبواب بيروت" عن دار "أكت سود" فى باريس العام الماضى.