الحب.. هو أسمى شىء فى الوجود.. هو الحالة التى تسيطر على الكائن الحى وتجعله مغمورا بالسعادة وفى بعض الأحيان محاطا بالأحزان والدموع. ولكن عندما ننظر إليه من منظور عام.. فإنه السر فى بقاء الكائنات الحية على وجه الأرض. الحب.. يترتب عليه الشعور بالأمان والإحساس بالراحة النفسية وهنا يأتى الاختلاف مع رأى العالم النفسى الشهير (أبراهام ماسلو) فى ترتيبه للحاجات الإنسانية.. فإن الحب يأتى فى المرتبة الثالثة من وجهة نظره وسبقه الإحساس بالأمان.. ولكنى أختلف معه فى وجهة نظره فإن الإحساس بالأمان لا يمكن أن يسبق الحب، فالإنسان من المحال أن يشعر بالأمان إذا كان لا يسكن الحب قلبه. فعندما يدق الحب قلب الإنسان يشعر بالأمان والانتماء إلى الناس المحيطين به، لذلك أقدم أسفى لك يا عالمى الشهير (ماسلو) سوف نعدل لك هرمك، سنجعل الحب والانتماء يأتى فى المرحلة الثانية والإحساس بالأمان فى المرحلة الثالثة. وبعد الانتهاء من ترتيب الحب داخل هرم ماسلو، نأتى إلى مراحل الحب الثلاثة: 1- الانبهار 2-الاكتشاف 3-التعايش فى المرحلة الأولى (الانبهار).. هى المرحلة التى أطلق عليها مرحلة الخيال العلمى، فى هذه المرحلة تكون القصة فى بدايتها.. لم يلبث سهم الكيوبيد أن ينغرس فى القلبين البريئين، فى هذه المرحلة لا يرى الطرفان فى بعضهم أى عيوب، فكل شخص يرى الآخر الملاك الذى ترك السماء ونزل ليسكن وسط البشر، ووسط هذا الحلم الجميل لا يمكن للإنسان أن يحدد شكل العلاقة القائمة لأنه يكون فى مرحلة انبهار فقط. ومن وجهة نظرى، فإنها المرحلة التى يجب أن يستغلها الطرفان فى قضاء أسعد الأوقات معا، فهذه المرحلة هى منبع الذكريات إن صح القول. فى المرحلة الثانية (الاكتشاف).. هى مرحلة ترسيخ العلاقة بين الطرفين وقضاء المزيد من الوقت، ومن هنا يبدأ الطرفان فى اكتشاف بعض العيوب فى بعضهم، وتبدأ بعض الخلافات فى الظهور وفى نهاية هذه المرحلة يكون الطرفان قد تعرفا على عيوب بعضهم التى كانت خفية فى مرحلة الانبهار. أما المرحلة الثالثة والأخيرة ( التعايش).. وإذا وصلت العلاقة إلى هذه المرحلة، فإن هذا هو الحب الحقيقى.. لأن فى هذه المرحلة يكون الانبهار قد اختفى وأصبح كل من الطرفين يعرف الآخر عن ظهر قلب وأصبح يتعايش مع العيوب الموجودة فى الطرف الآخر ويحاول أن يعالج هذه العيوب ويحد منها إلى أن تستقر العلاقة بينهم أكثر وأكثر. وكما سبق أن ذكرت فإن العلاقة التى تصل إلى مرحلة التعايش تكون علاقة صحيحة، وتسير فى الطريق السليم ويكون الحب بين الطرفين هو الحب الحقيقى الذى يبحث عنه كل كائن حى على وجه الكرة الأرضية. وفى النهاية، فإن الحب ليس هو الإحساس القائم بين الجنسين فقط ولكنه علاقة بين مجتمعين أيضا.