يمثل اختيار دار "بلومز برى" القطرية لرواية "يوتوبيا" للكاتب أحمد خالد توفيق مؤشرا على اهتمام بعض دور النشر بأدب الخيال العلمى، فى الوقت الذى ينظر له بعض المثقفون على أنه أدب من الدرجة الثانية، وهوما جعلنا نتسأل عن وضع أدب الخيال العلمى داخل دور النشر الحكومية ومدى اهتمام هذه الدور بها. محسنة عطية، مدير الإدارة العامة للنشر بهيئة الكتاب، تقول: "إن الهيئة لا تهمل نشر كتب الخيال العلمى، ولكن للأسف لا يتقدم الكتاب بهذا النوع من الأدب للنشر فى الهيئة"، مؤكدة أن معظم من يتقدم للنشر فى الهيئة يتقدم لنشر الأدب كالشعر والقصة والرواية، بخلاف ذلك لا نجد نوعية أخرى، وكتابة الخيال العلمى لا تلاقى إقبالا من الكتاب، كما أن من يكتب الخيال العلمى يفضل النشر فى الدور الخاصة". وأضافت عطية أن الهيئة تدرس حاليا مجموعة من الكتب التى تندرك تحت هذا النوع من الأدب لتقرير مدى صلاحيتها لنشر، بدراسة النص المقدم، ولو أقرت لجنة النشر بالموافقة على هذه الأعمال سوف يتم نشرها ضمن سلاسل الأطفال بالهيئة، لأنه من الصعب إنشاء سلسلة خاصة بكتب الخيال العلمى بهيئة الكتاب، خاصة أن كتاب هذا النوع من الأدب يعدون على أصابع اليد الواحدة، بالإضافة إلى أن تخصيص سلسلة للخيال العلمى يفقد الهيئة إمكانية التنوع فى النشر. واتفق معها سعد عبد الرحمن، أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، مضيفا أن قصور الثقافة تهتم بالفعل بهذه النوعية من الأدب، وتنشرها فى سلسلة قطر الندى سواء فى المجلة أو كتاب قطر الندى، لكن لا يمكن تخصيص سلسلة لها، كما لا يمكن تخصيص جائزة لكتب الخيال العلمى، لأننا نعمل فى ظل ما يقدم لنا، وما يقدم للهيئة من كتب الخيال العلمى ليس كثيرا، ولا يمكن الاعتماد عليه فى نشر سلسلة مستقلة. وأضاف عبد الرحمن أن نشر كتب الخيال العلمى فى سلسلة قطر الندى يضمن التنوع فى النشر، فالسلسلة ينشر بها الشعر والقصة والخيال العلمى، والقصص المصورة التى يدخل الكثير منها فى نطاق الخيال العلمى، ولذلك لا يمكن القول بأن هيئة قصور الثقافة تهمل هذا النوع من الأدب، لكنها تتعامل معه بالقدر المقدم لها.