"مسجد عادى ولا مكيف"، ظاهرة انتشرت مؤخرا بين المصلين دخلت ضمن تفضيلاتهم فى ظل انتشار موجات الجو الحارة، وهو ما دفعهم إلى الاتجاه نحو المساجد المكيفة، خصوصا فى الفترة ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب ، الأمر الذى دفع آخرين لاستغلال هذه المساجد لقضاء فترة القيلولة تحت هواء المكيف، ومعظمهم ممن لا يملكون تكييفا فى بيوتهم ، مبررين ذلك باستمتاعهم بالجو الهادئ حيث الروحانيات العطرة بقراءة القرآن أو قراءة بعض كتب الدين والفقه، فى الوقت نفسه تغلق المساجد غير المكيفة أبوابها فى هذه الفترة . يقول سامى على " موظف": " أنا بروح فعلا المسجد فى هذه الفترة، وخاصة فى رمضان، أذهب لصلاة العصر وأجلس فى المسجد حتى صلاة المغرب أقرأ القرآن، فأحد العوامل التى تجذبنى لقضاء تلك الفترة بالمسجد هو وجود التكييف به ، مما يعطينى شعورا بالراحة والهدوء، وذلك أفضل من البيت فى هذه الفترة بالتحديد التى تمثل ذروة العمل لزوجتى ". أما عادل أبو العلا "بائع" فقال: " لما بروح أصلى الجمعة، بروح دائما المسجد المكيف برغم أنه يطول فى الخطبة والصلاة أكثر من المسجد غير المكيف، لكن المكيف بيصبرنا وبنستحمل". بينما قال إسلام محمد " طبيب" :" وضع التكيف فى المساجد اختراع عظيم ، خاصة لما بنصلى التراويح فى رمضان التكيف له دور أساسى فى إحساسنا بالراحة وقت الصلاة وعدم الشعور بالتعب فى ظل الجو الحارق حاليا ". ولوائل محمد وجهة نظرة أخرى، فرأى :" أن يتبرع المصلون للمساجد التى ليس بها مكيفات لزيادة المصلين بها ، فإذا دفع كل شخص جزء بسيط سيتم تجميع سعر المكيف لانهاض المسجد وخلق الراحة للمصلين أثناء الصلاة". أصبح تجهيز المساجد بالتكييفات أحد الأنشطة التى دخلت ضمن تبرعات المواطنين للمساجد والتى يدعو إليها الأئمة، ويؤكده الشيخ محمد العنتبلى – أحد الأئمة - قائلا :"تبرع أحد المصلين بالمسجد بأربعة تكيفات دفعة واحدة ، فأول ما تم تشغيل التكيفيات وزاد عدد المصلين بالمسجد بالمقارنة قبل تركيب التكييفات، وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة يلجأ المصلى للمسجد المكيف ، ويأتى أيضا الكثير من المصلين للاسترخاء بالمسجد فى الفترة ما بين العصر والمغرب". وفى مسجد آخر يقول إمامه " إن تبرع المسلم لشراء مكيف هواء للمسجد هو صدقة جارية لجعل المصلى يصلى وهو فى شعور تام بالراحة وعدم الشعور بالاختناق والحر، فكلما كان المصلى فى راحة أثناء الصلاة كلما كان أكثر خشوعا وتركيزا فى صلاته".
