هل يوجد علاج لمرض الوسواس القهرى؟

أم تشكو من أسئلة ابنها الذى يبلغ عمره السابعة عشرة مثل ما هو شعورنا تحت التراب؟ ويرفض الصلاة لأنه يعيدها عدة مرات لاعتقاده خروج ريح أثنائها ويمضى حوالى ساعة فى الوضوء حتى ترك الصلاة نهائيا ويظل يومه يعيد فيما يفعله طوال الوقت؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبه عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعه عين شمس قائلة: هذا الابن يعانى من مرض الوسواس القهرى وهو عبارة عن أفكار تسلطية يرفضها الشخص ويكرهها ويخشاها، ويعرف أنها أفكار غبية ويعمل تجاهها على التخلص منها لكنه لا يستطيع ويشعر بأعراض ضيق وقلق شديد إذا لم يستجب إلى الأفكار، بل إنه كلما قاومها ازدادت حدتها، وتتمثل الأعراض الواضحة لهذا الابن فى الأفكار التسلطية الدينية التشكيكية، ولكن أظن أن لديه أيضا أفعالا قهرية لم تذكر بوضوح فى سؤال الشاكية، وعليه يجب نصح الأم بالفحص النفسى لابنها وبدء العلاج الدوائى الذى يأتى بثماره إذا ما اقترن بالعلاج السلوكى المعرفى والهدف من العلاج هو السيطرة على ردود الأفعال كتكرار الصلاة وليس السيطرة على الأفكار والاندفاعات القهرية نفسها فى مراحلها الأولية، وتشير الدكتورة هبة عيسوى إلا أن من الخطوات المتبعة فى العلاج السلوكى إقناع المريض بتكرار الصلاة بأى وسيلة، وعلى الأم أن تؤكد لابنها أن هذه الأفكار ما هى إلا أعراض مرض الوسواس مع ضرورة التحلى بالصبر، لأن نجاح هذه الخطوات لا تفلح من المرة الأولى، ويجب أن يعلم المريض أنه فى حالة ما إذا لم تفلح محاولاته السيطرة على الوسواس مرة أو أكثر فلا يحزن، فهذا أمر طبيعى فى البرنامج العلاجى ولكن عليه هو والمحيطين به تسجيل كل خطوات العلاج بشكل يومى حتى يتم العلاج بشكل إيجابى.