قال هلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، والتعليم الفنى، إن الأمية تقف حجر عثرة أمام التنمية والتطوير فى مصر، مؤكدا تطلع الوزارة مساندة المجتمع المدنى لتحقيق أهداف المنظومة التعليمية، مما يدفع أبناء الوطن لخدمة التطوير والتنمية لمصرنا الحبيبة. وأشار وزير التربية والتعليم، خلال احتفالية تخرج 42 ألفا من الدراسين تحرروا من الأمية، حسب بيان إعلامى منذ قليل، إلى أن القضية تهم جميع فئات المجتمع، مشيرا إلى أن هناك قضايا متعلقة بالأمية تتطلب تفعيل دور المشاركة الاجتماعية والمساهمة مع مؤسسات المجتمع المدنى، لمنع أسباب التسرب من التعليم. وأضاف، هلالى الشربينى، أنه عندما ينظر إلى إحصائيات الأمية فذلك يدعو للخجل، مشيرا إلى أنه اذا استمرت هذه المبادرة فسوف نستطيع القضاء على الأمية، مقدما الشكر لمؤسسة فودافون، داعيا كل المؤسسات الأخرى، أن تحذو حذوها، مؤكدا أن هذا العمل يعزز سبل المشاركة الاجتماعية. وقال إن العالم يشهد اهتماما بمحو الأمية وتعليم الكبار، ولكن الرقمية، وليست الهجائية التى لدينا، مشددا على ضرورة إحداث تغييرا جوهريا فى مجال تعليم الكبار، وفى أساليب التعليم ليتلائم مع متغيرات العصر ومتطلبات سوق العمل. ومن جانبه قال عصام العدوى مستشار وزارة التضامن لشئون مؤسسات المجتمع المدنى: إنه لدينا الآن حوالى 45 ألف مؤسسة مجتمع مدنى، ويصل فى آخر العام الجارى 48 ألفا، مؤكدا ضرورة أن يكونوا جميعهم فاعلين فى المجتمع، منوها أنه فى وجود مؤسسات مثل الهيئة الإنجيلية، من الممكن عمل شراكة ناجحة تخدم المجتمع المصرى. وكشف عن أن حجم التمويل الدولى مرتكز منه 61% منه فى القاهرة الكبرى، مؤكدا أن ذلك توزيع غير عادل، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة توزيع تلك النسبة، وسوف ندعم مؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، نظرا لدورهم الكبير، فى بناء قدرات المؤسسات الحكومية. وفى نفس السياق أشار أسامه فراج، رئيس هيئة تعليم الكبار، إلى أن الهيئة لها دور مهم فى تنمية الشعوب، فالاهتمام بالقوى البشرية والثروة البشرية عنصر فعال جدا فى تطوير وتنمية مستدامة للشعوب، وسعى جميع المؤسسات المشاركة فى هذه المبادرة هو أكبر دليل لأهيمة قضية القضاء على الأمية، وتساءل: ماذا بعد محو أمية هؤلاء؟ وأجاب على سؤاله بالتأكيد على ضرورة حثهم على مواصلة التعليم. ومن جانبه أكد القس الدكتور أندرية ذكى مدير الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية، أن هذا الحدث يعد بناء ثمرة الثورة المصرية، وأن المجتمع المدنى المصرى ممثلا فى الهيئة، والقطاع الخاص المصرى، فودافون مصر، ومؤسسات الدولة وبهذه الشراكة، هى شراكة حقيقية من أجل مصر، مشيرا إلى أن الثورة نادت بالحرية والعدالة الاجتماعية والتعليم هو الحرية. وأكد القس أندرية زكى، أن هذه الشراكة من الممكن أن تقوم بأعمال مهمة جدا تخدم المجتمع المصرى، مشيرا إلى أن العدالة الاجتماعية ليست إعادة توزيع الثروات، وإنما هى إعطاء كل الناس فرص متساوية، حتى يستطيعوا تغيير ظروف حياتهم، مما يسهم فى الحصول على مصادر كريمة تساعد على الحياة. وشدد على أننا نسعى للوحدة الوطنية والعيش المشترك، مشيرا إلى أن هناك فصول محو الأمية داخل مسجد ببنى سويف، تشرف علية الهيئة الإنجيلية. وفى نفس السياق أعرب محمد حنة رئيس مجلس أمناء مؤسسة فودافون، عن فخرالمؤسسة بأن تكون جزءا من هذا النجاح، وهى لا تتبع الشركة ولكن تمول فقط من فودافون العالمية، وهى مؤسسة مجتمع مدنى تهتم بالعديد من المجالات، منها مشروع محو الأمية، وإعادة تأهيل المدارس التجريبية وغيرها، فضلا عن دعم عدم التسرب من التعليم، بالتعاون مع برنامج الإنمائى والأغذية للأمم المتحدة، وفى مجال الصحة. وفى ختام الاحتفالية تم تكريم بعض الشخصيات الذين ساهموا فى القضاء على الأمية فى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى، ومنهم مقدم أهم البرامج الإذاعية حول الأمية الراحل عبد البديع محمود قمحاوى وتسلم درع التكريم أحد أفراد أسرته، كما تم منح درع التكريم لاستشارى منسق عام لجنة محو الأمية، وعضو اللجنة المسكونية لمكافحة الأمية صلاح صبرى توفيق. وتضمنت الاحتفالية فقرات فنية مع الفنانة دينا الوديدى، وعرض فيلم تسجيلى "سيدات من بلدى"، فضلا عن تأثيرات حية مع بعض السيدات. وشارك فى الاحتفالية جمال سرور وزير القوى العاملة- وذلك فى إطار المرحلة الثالثة من مبادرة "العلم قوة"، التى تمت فى 5 محافظات: المنيا، وبنى سويف، والجيزة، والقاهرة، والقليوبية، بالشراكة بين الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ومؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع والهيئة العامة لتعليم الكبار، وعصام العدوى مستشار وزارة التضامن، ومحافظ القليوبية الدكتور محمد عبد الظاهر، واللواء أحمد تيمور نائب محافظ القاهرة، ومنال العويضى نائب محافظ الجيزة، وأسامة فراج رئيس هيئة تعليم الكبار. يذكر أن الهيئة والمؤسسة قامت بهذا العمل من خلال اتفاقية لمحو أمية 50 ألف دارس ودارسة بدأت فى أكتوبر 2014 وتنتهى بنهاية 2015 فى المحافظات الخمس.