معايشة البيئة الصحراوية المصرية الطبيعية من رمال ونخيل وآبار وعيون، له كبير الأثر على النفس خاصةً إن كانت تلك البيئة زاخرة بالذكريات التاريخية وبالمناظر الخلابة، ومن تلك المناطق "واحة سيوة"، التى أثرت فى الفنانة التشكيلية المصرية "شيرين مصطفى"، التى تقيم معرضها الفنى حالياً بجاليرى أبونتو بالزمالك، المستمر حتى يوم الثلاثاء 8 ديسمبر. قالت الفنانة التشكيلية "شيرين مصطفى"، إن هناك الكثير من الفنانين الذين استخدموا الرمل، لكنهم استخدموه ك"ملمس"، وعلى العكس فاستخدامى له كان ك"أداة للرسم والتعبير والخدش"، حيث تقنيات الحفر والشفافية فى استخدامه والاعتماد على درجات لونية منه. وأضافت فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "العمل على ذلك النوع من اللوحات مرهق حيث إنه يتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا، ويأخذ وقتًا طويلاً، ولكنى استخدمه رغبةً فى تنشيط السياحة، بالإضافة إلى أننى أعتبر أن له مدلولاً رمزيًا، فهو يرمز إلى الأرض والشهداء والتضحية والواجب نحو أرض الوطن والأمان والدفع العائلى، كما أننى أشعر أنه يتحدث ويحكى أسرارا وتاريخا هذه الأرض". وتجربة الفنانة كانت قد بدأت حين سافرت مع صد?قاتها إلى سيوة، وانبهرت بالطبيعة ومفردات المكان وانصهرت روحها مع الجو الهادئ الطاغى على الحياة الصحراوية هناك، فأخذت شيرين مصطفى تلتقط العشرات من الصور الفوتوغرافية، وتسجيل المناظر والذكريات، وتجمع ما تستطيعه من رمال الصحراء والحفريات المتجمدة فيها وبعد رجوعها مرة أخرى إلى القاهرة بدأت تسترجع كل ما فى ذهنها وتُفرغ ما بحوذتها لتبدأ فى تنفيذ لوحات تكون منظرا تسج?ليا لتأويل المشهد لروح س?وة وتراثها. اعتمدت الفنانة بجانب الألوان، على الرمل وتجريب خاماته حتى توصلت إلى طريقة ما للتعامل مع الخامة وإدراك خصائصها، وتجاوز الاستسلام برغم صعوبة الفكرة فى تجسيد منظر البيوت باستخدام الرمل، والصعوبة التى قابلتها ليست فى تثبيت حبييات الرمال على سطح اللوحات، إنما فى استرجاع الكم البصرى والذهنى والحالة الشعورية لروح المكان .